مرحبًا بك في عالم السيارات التاريخي والفريد، حيث يتسارع الزمن ليقدم لنا تحفًا تقنية لا تزال تدهشنا حتى اليوم. إن مرسيدس بنز تايب 150 سبورت رودستر (W30) التي أنتجت في الفترة من عام 1934 إلى عام 1936، هي إحدى اللآلئ النادرة التي أضاءت سماء عالم السيارات في تلك الحقبة الزمنية الرائعة.
تجمع هذه السيارة بين فخامة مرسيدس بنز وروح الرياضة، إذ تم تطويرها ككوبيه رياضية للمشاركة في سباقات السيارات. ولكن الاسم القياسي لتلك الفترة كان “سبورتس سالون”. كانت هيكلها المغلق يظهر بشكل غريب نوعًا ما لتلك الحقبة، مع مصابيح أماميتين وواحدة وسطية. وكان للجزء الخلفي المائل غرض خاص: استضافة المحرك. على عكس السيارات الأخرى من ذلك الوقت، اعتمدت الـ 150 مفهوم المحرك المتوسط، حيث وُضع المحرك وناقل الحركة أمام وخلف المحور الخلفي على التوالي.
كان المحرك مستندًا إلى وحدة تبريد الهواء بسعة 1.3 لتر، ولكن تم زيادة الإزاحة إلى 1.5 لتر. وكان يولد قوة 55 حصانًا، وهو رقم كبير في تلك الحقبة. لتحقيق هذه القوة، تم تثبيت كاربيوريتر ذو برميلين وكانت هناك عمودات كامة فوق المحرك. ودفعت كل هذه التحديثات التكنولوجية ثمنها عندما فازت سيارة السبورتس سالون 150 بأربع ميداليات ذهبية في سباق التحمل عبر ألمانيا لمسافة 2000 كيلومتر في يوليو 1934.
ذهبت النجاحات الكبيرة لهذه السيارة إلى ذروتها في نهاية عام 1934، حين قادت السباق بين روما وبيزا في رالي لييج-روم-لييج الشهير. وفي نهاية عام 1934، خدمت سيارة المنافسة كأساس لتطوير 150 سبورت رودستر (W 130)، ولكن التصميم الغير تقليدي لم يجعلها تدخل الإنتاج.
تحمل المحرك مواصفات مذهلة، حيث يتكون من محرك رباعي الأسطوانات بسعة 1498 سم³، يولد قوة 40 كيلوواط عند 4600 دورة في الدقيقة، أو ما يعادل 55 حصانًا. ويعتمد نظام الوقود على الكاربيريتور، وهي تعمل بالبنزين. تصل سرعتها القصوى إلى 78 ميلاً في الساعة (126 كم/س)، وتعتمد على ناقل حركة يدوي بثلاث سرعات.
أبعادها الخارجية تضفي عليها طابعًا فريدًا، حيث يبلغ طولها 165.4 إنش (4201 مم)، وعرضها 63 إنش (1600 مم)، وارتفاعها 54.3 إنش (1379 مم). وتأتي بوزن فارغ يبلغ 2160 رطل (980 كجم)، مع قاعدة عجلات تبلغ 102.4 إنش (2601 مم). يبلغ حجم الإطار 5.00-17، وتعتمد على نظام فرامل أمامية وخلفية بأقراص.
على الرغم من أن معلومات عن حمولة الشحن وحجم الوقود غير متاحة، إلا أن هذه السيارة كانت حقًا تحفة تقنية وفنية في عالم السيارات. اندمجت مرسيدس بنز ببراعة مع الرياضة والأداء لتخلق سيارة لا تُنسى، تمثل علامة فارقة في تطور تصميم السيارات في العقود التي تلتها.