في عام 2019، رأى النور كتابٌ استثنائي بعنوان “مرساة”، من تأليف الكاتب الرائع أشرف أبو غربية. إن هذه الرواية لا تقتصر على كونها مجرد سرد أحداث، بل هي تجربة أدبية غنية بالعواطف والتأملات العميقة في متاهات الحياة العربية المعاصرة.
تكمن بداية القصة في اسمها الأول “مأساة مواطن عربي”، حيث يتنقل القارئ بين الأردن والعراق، يتأمل في توأمة بين فلسطين والأردن. يتناول الكاتب ببراعة وعمق كيف يعيش المواطن العربي في زمننا الحالي الذي يتسم بالتحديات والمشاكل. تظهر في أحداث الرواية الظروف الصعبة التي يمر بها هؤلاء الأفراد، وكيف تتشابك قضايا الهوية والانتماء مع تحديات الحياة اليومية.
في إطار هذه الرواية، يتجلى بطل القصة ويبرز قيمه السامية التي يثبتها في مواجهة التحديات. يُظهر الكاتب كيف يدفع هذا البطل ثمناً باهظاً للمبادئ التي يؤمن بها، وكيف تتشابك مصائر الشخصيات بشكل ملحمي.
وفي خضم هذه الأحداث الدرامية، تتجلى المشاعر الجياشة للحب، وتظهر تضحيات المرأة بشكل مؤثر، مما يضفي على الرواية طابعاً إنسانياً عميقاً. انتهت القصة بنهاية دراماتيكية تترك القلب متأملاً، وهنا يأخذ العنوان منعطفاً جديداً ليصبح “مرساة”. يرسو كل شخصية على مينائها، تعبيراً عن استقرارها النهائي بعد رحلة حياة شاقة.
تأتي هذه الرواية ضمن مجموعة أدبية تتخذ من الأدب والخيال مساحة لاستكشاف عمق الإنسان وتفاعله مع العالم من حوله. دار وائل للنشر والتوزيع قد قامت بنشر هذا العمل الرائع، وجسدت غلافه الورقي بشكل فني رائع مضمون الرواية وأبعادها.
في ختام الأمر، تظل “مرساة” لأشرف أبو غربية تحفة أدبية فريدة، تقدم نظرة مميزة على حياة المواطن العربي في زماننا، ملامسةً واقعاً اجتماعياً معقداً بأسلوب روائي يتسم بالغنى والتعبير الفني.