“تقدم كتاب “مراسلون واشنطن” للكاتب ستيفن هيس واحدة من أكثر النظريات إثارة للجدل وأهمية في الأدب الهامشي حول كيفية عمل الحكومات الديمقراطية. ففي هذا الكتاب، يلقي هيس الضوء على دور الصحافة الذي يُغفل في كثير من الأحيان. فالصحافة، كمؤسسة سياسية عامة، تستحق أن تُدرج في شروحات العملية الحكومية على نحو متساوٍ مع الفروع الرسمية للحكومة.
يتمحور كتاب “مراسلون واشنطن” حول الذين يغطون الحكومة الأمريكية لوسائل الإعلام التجارية الأمريكية. ويستند الكتاب إلى مقابلات مع المراسلين والمحررين، بالإضافة إلى استجوابات تم الرد عليها من قبل نحو نصف المراسلين الأمريكيين في واشنطن، البالغ عددهم أكثر من 1200. ومن خلال تحليل هذه الاستجابات والمقارنة بين محتوى وترتيب أكثر من 2000 خبر لهؤلاء المراسلين، يوفر هيس منظورًا غير عادي – وأحيانًا مفاجئًا – على عمل الأخبار في واشنطن.
يُظهر السيد هيس، على سبيل المثال، كيف أن المعلومات في الأخبار تأتي بانتظام من الفرع التشريعي للحكومة، على الرغم من أن عدد القصص حول الرئاسة أكبر؛ ويُظهر أيضًا أن أخبار واشنطن تهيمن على صفحات الجرائد اليومية في جميع أنحاء البلاد، بغض النظر عن قلة ما يحدث في عاصمة البلاد.
يخلص الكاتب إلى أن “جمع الأخبار في واشنطن يفتت القوة [الإعلامية]، بينما في الوقت نفسه ينقل قرارات حول ما هي الأخبار وكيف ينبغي تغطيتها إلى المراسلين”. ويعتبر هذا التأثير أن “المراسلين ليسوا مجرد منقلين للمعلومات؛ بل إنهم يختارون، ضمن حدود معينة، ما يجب أن يعرفه معظم الناس عن الحكومة. الحرية التي يتم منحها وافتراضها من قبل عمال الأخبار هؤلاء تؤثر في شكل الشؤون الوطنية.”
يتميز هذا الكتاب بمنحى تحليلي شامل ومعمق يسلط الضوء على دور الصحافة في تشكيل وفهم الحياة السياسية في الولايات المتحدة. وبفضل توجيهاته الحاسمة والمعلومات الوافرة التي يقدمها، يُعتبر “مراسلون واشنطن” مرجعًا هامًا للمهتمين بالشؤون السياسية ودراسة الإعلام والصحافة في السياق الديمقراطي. “