رواية “وفاة فيشنو” للكاتب مانيل سوري تعتبر عملًا أدبيًا مميزًا يستحق القراءة والتأمل. تأخذنا هذه الرواية في رحلة عبر الحياة اليومية داخل مبنى سكني في مدينة بومباي، حيث يقع الموتى فيشنو، الذي يعمل كرجل أعمال متنقل، على درج سلم الشقة. تتكشف أمامنا حياة سكان الشقة بكل تفاصيلها المشوقة: النساء اللاتي يتشاجرن في الطابق الأول، والمراهقين المغرمين في الطابق الثاني، والأرمل الذي يعيش وحيدًا ويحتضر بهدوء في الطابق الأعلى من المبنى.
في حالة من الحمى، يتذكر فيشنو قصة حبه مع الجذابة بادميم، ويتساءل إذا كان قد يكون فعلًا إله فيشنو، حارس الكون بأسره. تمزج الرواية بين الكوميديا الساخرة والأساطير الهندوسية ولمسة من لمعان بوليوود، مما يمنحنا نظرة حميمة ومقنعة لعالم لا يُنسى.
من خلال هذا العمل، يقدم سوري صورة واقعية وعميقة للبشرية، مستخدمًا براعة فنية في رسم شخصيات متنوعة ومعقدة. يتخلل السرد الروائي للأحداث لمسة من السحر والغموض، مما يجعل القارئ مشدوهًا ومنغمسًا في عالم الرواية بشكل لا يمكن نسيانه.
“وفاة فيشنو” ليست مجرد رواية، بل هي تجربة أدبية تثير العواطف وتعيد تشكيل وجدان القارئ، وتجعله يتأمل في معاني الحياة والموت، وفي مكانته داخل الكون الواسع. تأخذنا هذه الرواية في رحلة فريدة ومثيرة، تبعث في النفس الشعور بالدهشة والإعجاب بقدرة الإنسان على التأقلم والبقاء قويًا في وجه التحديات القاسية التي تواجهه في حياته.