المدفع المعروف بـ “كانون دو 75 ملم موديل 1928” هو إحدى التحف الهندسية العسكرية التي أبصرت النور في فرنسا خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، حيث استخدمته القوات الفرنسية بشكل واسع خلال تلك الفترة، وأثبت نفسه كأداة فعّالة في حروب العصر. يعتبر هذا المدفع من فئة الدفعات الميدانية، ويتميز بقوة ودقة إطلاق النار، مما جعله أحد أبرز المدافع في عهد الحروب الكبرى.
بني هذا المدفع على قاعدة تكنولوجية متطورة لعصره، حيث جمع بين القوة النارية الهائلة والتحكم الدقيق في الرماية، مما جعله يتفوق على منافسيه في الحقل. يبلغ قطر ماسورة المدفع حوالي 75 ملم، وهو ما يمنحه القدرة على إطلاق القذائف بدقة عالية وبمدى طويل، مما يجعله أداة مثالية في دعم القوات البرية وفي تكتيكات الهجوم والدفاع على حد سواء.
تميزت هذه القطعة العسكرية بقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف والتضاريس، حيث كانت تستخدم بشكل فعّال في الحقول الزراعية، والغابات، والمدن، وحتى في الجبال، دليلاً على مدى تنوع استخداماتها وفاعليتها في مختلف البيئات القتالية.
تأتي أهمية هذا المدفع أيضًا من خلال دوره الحاسم في العديد من المعارك الشهيرة، حيث ساهم بشكل كبير في تحقيق الانتصارات الهامة للجيوش التي استخدمته، وعزز من فعالية الهجمات والتصدي للهجمات العدوانية بنجاح ملحوظ.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تصميمه البسيط والقوي جعله سهل الصيانة والتشغيل، مما ساهم في تحسين كفاءة القوات المسلحة التي تعتمد عليه. وبهذه الصفات العديدة، يظل “كانون دو 75 ملم موديل 1928” لا يزال حتى اليوم رمزًا للقوة والفعالية في مجال الدفاع والهجوم على الأرض.