مراجعة فيلم The Kissing Booth 3: النهاية الحلوة والمرة
في صيف 2021، عاد عشاق سلسلة الأفلام الشهيرة “The Kissing Booth” إلى الشاشة مع الجزء الثالث من هذه السلسلة الرومانسية المليئة بالمشاعر المراهقة والمغامرات. يحمل فيلم The Kissing Booth 3 عنوانًا مثيرًا، حيث يُعد خاتمة لهذه القصة المحبوبة التي بدأت في عام 2018، والآن تقف شخصية إيل على مفترق طرق في حياتها، حيث تعيش آخر صيف لها قبل دخولها إلى الجامعة.
القصة: مغامرة الصيف الأخير
تدور أحداث الفيلم حول إيل (التي تلعب دورها جوّي كينغ)، الفتاة التي تقترب من نهاية حياتها الثانوية وتستعد لمغادرة مدينتها والذهاب إلى الكلية. في هذه الفترة الزمنية، تقرر إيل أن تستمتع بكل لحظة من صيفها الأخير مع صديقيها المقرّبين نوح و لي. لكن كما هو الحال دائمًا في عالم المراهقة، تصبح القرارات التي تتخذها إيل أكثر تعقيدًا من المتوقع.
إيل، في محاولة لتحقيق أحلامها، تصنع “قائمة الأمنيات” الخاصة بها التي تتضمن الأنشطة التي ترغب في القيام بها في هذا الصيف. لكنها تجد نفسها في مواجهة صراع داخلي بين حبها لنوح (الذي يلعب دوره جاكوب إيلوردي) وولاءها لأخيها المقرب لي (الذي يؤديه جويل كورتني). القصة تتعمق في مواقف متنوعة، حيث تحاول إيل الحفاظ على توازن بين علاقتها مع صديقيها وبين اكتشاف مستقبلها الشخصي.
الشخصيات والأداء
من أبرز مميزات الفيلم هو الأداء الرائع لأبطال العمل. جوّي كينغ، التي تجسد شخصية إيل، تُظهر تطورًا ملحوظًا في شخصيتها وتؤدي بشكل مؤثر. كما يعود جاكوب إيلوردي في دور نوح، وهو الشخصية التي كثيرًا ما أثارت حيرة إيل طوال السلسلة. أما جويل كورتني في دور لي، فاستمر في تقديم الأداء الذي جعلنا نتعلق بشخصيته منذ الجزء الأول.
كما يبرز في الفيلم بعض الوجوه الجديدة، مثل تايلور زاكار بيريز في دور ماركو، الذي يعزز التوتر العاطفي في القصة، بالإضافة إلى مايسي ريتشاردسون-سيلرز و ميغان يانغ، اللذان يقدمان شخصيات ذات تأثير إيجابي في تطور الأحداث.
الأخلاقيات والتحديات
يستعرض الفيلم العديد من التحديات العاطفية التي قد يواجهها الشباب في مرحلة التحول من مرحلة الثانوية إلى مرحلة البلوغ، حيث تجد الشخصيات نفسها في مواجهة مع قضايا مثل الاختيارات المهنية، العلاقات العاطفية، ومستقبلهم الشخصي. تتناول القصة أيضًا قضايا مثل الوفاء بالوعود والحفاظ على الصداقات على الرغم من التغيرات الكبيرة في الحياة.
بجانب التركيز على العلاقات العاطفية، يقدم الفيلم أيضًا لمحة عن بعض القيم المهمة في الحياة مثل الموازنة بين تحقيق الطموحات الشخصية وحماية العلاقات العائلية والصداقة. تتساءل إيل طوال الفيلم عن كيفية الجمع بين ما تريده لنفسها وبين توقعات الآخرين، وهذا الصراع يشكل جزءًا كبيرًا من تطور شخصيتها.
النهاية: مغامرة الفراق والنمو
يأتي فيلم The Kissing Booth 3 بنهاية تجمع بين الحلو والمُر، حيث يُختتم فصل من حياة الشخصيات بطريقة مؤثرة. النهاية تدور حول اللحظة التي يجب على إيل اتخاذ قرار حاسم بخصوص علاقتها بـ نوح و لي، ومع ذلك فإن الفيلم يترك النهاية مفتوحة نوعًا ما للمشاعر والمشاهدين، ممّا يجعلهم يتأملون في كيفية سير حياتهم بعد التخرج.
إذا كنت من محبي أفلام المراهقة والرومانسية، فإن هذا الفيلم يمثل استكمالًا مثاليًا لما بدأته السلسلة. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الفيلم كيف يمكن للحظات الفرح والصراعات الشخصية أن تكون محورية في مسيرة كل شخص نحو النضج واكتشاف الذات.
التقييم والختام
التقييم: 3.5/5
فيلم The Kissing Booth 3 هو فيلم رومانسي كوميدي ممتع ومليء بالمشاعر التي قد تتناغم مع جيل الشباب، وبالرغم من كونه يحمل عناصر خيالية، إلا أن هناك دروسًا وقيمًا يمكن تعلمها من خلاله. إذا كنت من متابعي السلسلة، فسيكون هذا الفيلم بمثابة الوداع لهذه الشخصيات التي كنت تتابع تطورها عبر الأجزاء السابقة.
في الختام، فيلم The Kissing Booth 3 هو قصة عن التغيير، الحب، والصداقة، مع لمسة من الحنين لمرحلة الشباب. ورغم أنه لا يُعد من أفلام “التحفة الفنية”، إلا أنه يحمل في طياته الكثير من اللحظات الإنسانية التي تجعلنا نتذكر أيامنا المراهقة وتحدياتها.