مراجعة فيلم مُورَس أَريبا

مراجعة فيلم “مُورَس أَريبا” (Mujeres Arriba): رحلة فكاهية بين العلاقات والبحث عن التجديد

في عالم السينما، دائمًا ما تكون هناك أفلام تُسلط الضوء على قضايا الحياة اليومية والتحديات التي يواجهها الناس في العلاقات الشخصية. فيلم “مُورَس أَريبا” هو مثال حي على كيفية تناول قضايا الحب والعلاقات بطريقة فكاهية مع لمسة من الرومانسية والدراما، ليعكس واقعًا يعايشه الكثيرون في حياتهم.

القصة: عوائق العلاقات وحلول مرحة

“مُورَس أَريبا” هو فيلم كوميدي روماني يعرض قصة ثلاث صديقات مقربات يواجهن تحديات في علاقاتهن العاطفية، حيث يسعى كل واحدة منهن إلى إضفاء نوع من الإثارة على حياتها الجنسية مع شركائها. تدور أحداث الفيلم حول إلينا، وهي عزباء مستمتعة بحياتها الحرة، وكارلا، أم عاطفية تسعى للحفاظ على علاقتها العاطفية على الرغم من التحديات التي تواجهها، وباتريشيا، وهي صديقة مثالية لكنها تفتقر إلى الشغف والإثارة في حياتها الزوجية.

الفيلم يتناول هذه المواضيع في إطار فكاهي، حيث تحاول الشخصيات الرئيسية إيجاد حلول للتجديد في علاقاتهن. ومع محاولاتهن لتنشيط حياتهن الجنسية، تتعرض كل واحدة منهن لمواقف غير متوقعة تساعد على تسليط الضوء على جوانب مختلفة من الحياة العاطفية.

الشخصيات الرئيسية وأداؤهم المتميز

يعد طاقم التمثيل في “مُورَس أَريبا” من أبرز نقاط القوة في الفيلم، حيث يجسد الممثلون شخصيات ذات أبعاد عاطفية متعددة، موازنات بين الفكاهة والدراما. لورييتو بيرنال وناتاليا فالديبينيتو وأليسون ماندل يعطون أداء متميزًا في تجسيد شخصيات النساء الثلاث، ما يعكس ببراعة تجاربهن العاطفية وما يواجهنه من ضغوطات.

يعتبر أداؤهم بمثابة قلب الفيلم، حيث يُظهرون طيفًا واسعًا من المشاعر: من الفرح إلى الحيرة، من الحميمية إلى الخوف من الفشل. في حين أن الأدوار الثانوية مثل ماتياس أَسلر وكريستيان ريكيلم يساهمون في إضافة المزيد من العمق للأحداث، ممّا يعكس الديناميكية المختلفة للعلاقات الرومانسية.

المخرج: أندريس فِيديرسن وتأثيره في تقديم القصة

منذ البداية، تظهر بصمة المخرج أندريس فِيديرسن في أسلوب تقديم القصة. ففِيديرسن الذي سبق له العمل في أفلام درامية وكوميدية، استطاع أن يمزج بين الفكاهة والعواطف بطريقة تنقل القضايا الاجتماعية المرتبطة بالعلاقات بشكل بسيط وسلس. هو لا يتردد في تسليط الضوء على التحديات التي قد يواجهها الأزواج والأفراد في محاولة للعثور على الإثارة والرغبة في حياتهم الشخصية، ويقوم بذلك بطريقة تشعر المشاهدين بالراحة والمرح، لكن دون إغفال العمق في المعالجة.

الرومانسية والجانب العاطفي في الفيلم

أحد جوانب الجذب الرئيسية في الفيلم هو الطريقة التي يعالج بها مفهوم الرومانسية والعاطفة في العلاقات. على الرغم من الطابع الكوميدي، فإن الفيلم يطرح تساؤلات حقيقية حول العلاقة بين الحب والجنس، وكذلك الصعوبات التي قد تواجهها العلاقة العاطفية مع مرور الوقت. الشخصيات ليست مثالية؛ فهي مليئة بالتعقيدات، وهذا ما يضيف قيمة للفيلم.

يسعى كل من الأبطال إلى إعادة اكتشاف أنفسهم في إطار علاقاتهم، مما يخلق الكثير من اللحظات الإنسانية والفكاهية في الوقت ذاته. هذه المواقف تُظهر التوازن بين الجدية والكوميديا في الفيلم، ما يجذب جمهورًا واسعًا من مختلف الأعمار.

تصوير مشاهد الحياة اليومية

من خلال اختيار المخرج للأماكن والديكورات، يمكن للمشاهد أن يشعر بأن الأحداث تدور في بيئات مألوفة تمثل الحياة اليومية. يركز الفيلم على تصوير المشاهد في أماكن مثل المنازل والمقاهي، حيث يتجمع الأصدقاء ويتناقشون حول حياتهم العاطفية والجنسية. هذه المشاهد تعزز الانغماس في جو الفيلم وتجعله قريبًا من الواقع الذي نعيشه جميعًا.

الختام: هل الفيلم يستحق المشاهدة؟

إن “مُورَس أَريبا” هو فيلم مثير للاهتمام يميز نفسه بين الأفلام الكوميدية والرومانسية من خلال موضوعه الجريء. إذا كنت تبحث عن فيلم ممتع يعكس جوانب الحياة العاطفية بأسلوب فكاهي وواقعي، فهذا الفيلم سيكون خيارًا جيدًا. يتناول قضايا العصر الحديث مثل تجديد العلاقات الرومانسية وكيفية مواجهة الضغوطات اليومية للعلاقات طويلة الأمد.

باختصار، “مُورَس أَريبا” هو فيلم يقدّم قصة سهلة المتابعة، لكنها عميقة بما يكفي لإثارة التفكير، مما يجعله مناسبًا للعرض في أمسية ممتعة مع الأصدقاء أو حتى لمشاهدته منفردًا للحصول على بعض الترفيه والضحك.

معلومات أساسية:

• البلد: تشيلي
• المدة: 98 دقيقة
• التصنيف: TV-14
• التاريخ: أضيف في 21 مايو 2020
• السنة: 2019
• الفئة: كوميديا، أفلام رومانسية، أفلام دولية