في كتاب “قبل الأمس – إعادة النظر في ماضي أمريكا، واكتشاف الحاضر”، يقدم مايكل إليوت رؤية مختلفة تمامًا عما اعتاد الأمريكيون على تصوره لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي استمرت لخمسين عامًا. لقد افترض الأمريكيون أن السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية كانت طبيعية، وأن أي انحراف عن هذا المعيار يثير القلق. في الواقع، كانت فترة الازدهار التي تلت الحرب العالمية الثانية، التي يُشار إليها بفترة الذهب، استثناء تاريخيًا.
وعلى الرغم من أن هذه الفترة كانت لها جذورها في الماضي الأمريكي، إلا أن الكثير من الازدهار نشأ من موقف الولايات المتحدة الفريد في عالم عام 1945، حيث خرجت الولايات المتحدة الوحيدة من بين جميع الدول على سطح الكرة الأرضية دون أضرار من الثلاثة عقود من الحروب والثورات التي أعاقت كل القوى الصناعية الكبرى الأخرى – بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا واليابان. نتيجة لذلك، كانت الولايات المتحدة تسود في عام 1945.
ثم، بين اغتيال جون إف كينيدي وانتهاء حرب الأسماك في عام 1989، انقلبت جميع العوامل التي ساهمت كثيرًا في صورة الذات الأمريكية. شهدت السياسة الأمريكية فترة من عدم الاستقرار القاتل؛ حيث فقدت الحكومة الفيدرالية شرعيتها؛ وتزايدت الانقسامات الكبيرة بين الأعراق والمناطق والطبقات؛ وشهدت موجة من الهجرة تحولًا في النسيج العرقي للبلاد؛ وتباطأ الاقتصاد.
الآن، يدور الجدل الرئيسي بين السياسيين حول كيفية إصلاح انحدار أمريكا. يضع إليوت هذا الجدل في سياقه من خلال إظهار أننا في دورة طبيعية، وليس في انحدار مطلق، ويذكرنا بأننا لن نجد الحلول في النموذج المشرق للعصر الذهبي. لن تتكرر تلك الظروف. بدلاً من ذلك، من خلال النظر إلى كامل تاريخ أمريكا، خاصةً إلى الفترة قبل عام 1914، يقدم إليوت تفسيرات وبعض الإجابات المُبشّرة لمشاكلنا الحالية. كانت أمريكا، كما هي الآن، مجتمعًا للمهاجرين، فوضويًا، متداعيًا في الحواف، مشغولًا بالحروب الثقافية ويعاني من انقسامات اجتماعية خطيرة. كانت أمريكا أيضًا موطنًا لروح الريادة غير المسبوقة والقدرة الاستثنائية على التكيف. ما زالت أمريكا اليوم متسمة بنفس الشعور بالمجتمع والرؤية الريادية التي مكّنتنا من التغلب على مشاكلنا قبل مئة عام وأكثر وأن نصبح الدولة الأقوى والأكثر ازدهارًا في العالم.
في هذا الكتاب، يقدم إليوت تحليلًا شاملاً لتاريخ أمريكا بأسلوب مشوق يثير الاهتمام بالتحولات التاريخية ويشير إلى الدروس المستفادة للحاضر.