في كتابه الرائع “هؤلاء جعلوني إنسانًا”، يأخذنا الباحث النفسي المميز هشام الذهبي في رحلة عاطفية وتأملية تمتد منذ عام 2003. يستعرض الذهبي في هذا العمل الأدبي الفريد ذكرياته الشخصية والتجارب التي مر بها خلال الفترة الحرجة التي شهدتها بلاده، بدءًا من أول أيام سقوط بغداد بيد الاحتلال الأمريكي.
يستعرض الكتاب بأسلوب مشوق كيف شهد الذهبي نهاية حقبة الدكتاتورية، وكيف أدت هذه التحولات الكبيرة إلى تحولات شخصية عميقة في نفسه. يتناول الكتاب اللحظات الصعبة التي عاشها الكاتب، وكيف تأثر بالتغيرات الاجتماعية والسياسية الجارية في وطنه.
من خلال سرده الممتع، يقدم الذهبي للقارئ نافذة إلى مشاعره وتفكيره أثناء تلك الفترة المحورية. يتحدث الكتاب بعمق عن مشاركته كمتطوع في منظمة إنسانية تهتم بالشباب، وكيف استطاع خلال فترة وجيزة أن يتبنى مشروعًا تطويريًا شاملاً للعرض.
تبرز في صفحات هذا الكتاب القوة الإرادية والإنسانية للذهبي، حيث يتناول بجرأة وصدق تحولاته الشخصية وكيف أثرت على رؤيته للحياة. يسلط الكتاب الضوء على رحلة البحث عن الهوية والتكامل الذاتي، مما يضفي على القصة طابعًا عميقًا ومؤثرًا.
صدر هذا العمل الأدبي الرائع في عام 2019 عن دار الحلاج في العراق، وتم توزيعه بفخر من قبل دار المؤلف. يأتي الكتاب بغلاف ورقي يجسد ببساطة وجمالية الرحلة التي يرويها الذهبي.
يُصنف الكتاب تحت فئة الأدب والخيال، وتحديدًا ضمن فرع السير والذكريات. يمثل هذا العمل إضافة قيمة إلى المكتبة الأدبية، حيث يقدم نظرة فريدة وشخصية عن تجارب الحياة وكيف يمكن للإنسان أن يتغلب على التحديات من خلال النمو الشخصي والتفاعل الإيجابي مع الظروف المحيطة به.