بعنوان “صدقاً لأقول: قُل الحقيقة في وقتها، وقُل كل الحقيقة، وقُلها بنفسك: مذكرات من تجربتي في البيت الأبيض”، يقدم لنا لاني ديفيس تجربته الفريدة كمستشار خاص للرئيس بيل كلينتون خلال فترة توليه منصبه في البيت الأبيض. يروي ديفيس بصدق ووضوح الرحلة التي مر بها منذ تلقيه مكالمة هاتفية في نوفمبر عام 1996، تطلب منه الانضمام إلى الفريق الأقرب إلى الرئيس، حتى لحظة اقتراب نهاية فترة عمله عندما تلقى مكالمة أخرى من صحفي في واشنطن بوست يسأله عن اسم مونيكا لوينسكي.
خلال فترة عمله، واجه ديفيس مهمة صعبة كرئيس الناطقين باسم البيت الأبيض في التعامل مع “القضايا الفضيحة”، حيث كان عليه تقديم المعلومات للصحافة والرد على أسئلتهم الصارمة بشأن الادعاءات المحرجة ضد الرئيس ومعاونيه. من الاتهامات بتأجير غرفة لينكولن في البيت الأبيض، إلى قصص بيع قطع أراضي في مقبرة أرلينغتون، ومن جمع التبرعات غير النظامية للاعتداءات الجنسية. كان على ديفيس التصدي لهذه التحديات بذكاء ومهارة، والبقاء موثوقاً لكل من الصحافة والإدارة.
خلال تجربته في البيت الأبيض، اكتشف ديفيس أنه لا يمكنه تحويل الأخبار السيئة إلى أخبار جيدة، لكنه يمكنه وضع الأخبار السيئة في سياقها الصحيح والعمل مع الصحفيين لتقديم صورة أكثر اكتمالاً. وعلى الرغم من مقاومة بعض أعضاء الإدارة لمساعدة الصحافة التي اعتبروها معادية، اتجه ديفيس في الاتجاه المعاكس، مساعداً الصحفيين في كتابة القصص بشكل دقيق حتى عندما تكون غير مواتية. وأكثر مفاجأة من ذلك كله، أدرك أنه في بعض الأحيان يجب أن يتحول إلى صحافي داخل البيت الأبيض، يجري مقابلات مع زملائه ويحصل على المعلومات.
مع تقديم ديفيس لحقائقه بصدق، يعترف بأخطائه الشخصية ويكشف عن الحالات التي أدى فيها إلى تفاقم الأمور بنفي الحقائق الواضحة. وفي إعادة تقييم قوة الفضيحة التي أدت إلى عزل الرئيس، يقترح ديفيس أنه إذا كان البيت الأبيض قد كان أكثر استعدادًا لقبول هذه الدروس الثمينة التي تعلمها، ربما لم تكن قصة مونيكا لوينسكي قريبة من إسقاط رئيس شعبي وإنما قدم ديفيس أهم دروسه الثمينة: أنه يمكن دائمًا تحسين القصة السيئة من خلال قولها في وقتها، وقول كل الحقيقة، وقولها بنفسك.
بنفس الصدق الذي أمتعنا به في هذا الكتاب، يظهر ديفيس الحكمة والتفكير العميق في كيفية التعامل مع الأزمات السياسية والإعلامية، ويقدم لنا دروساً قيمة لا تقدر بثمن حول النزاع بين السياسيين والمحامين والصحفيين.