في شهر مايو من عام 1943، تجسدت إحدى أبرز الفصول المظلمة في تاريخ الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت مدينة هامبورغ الألمانية حدثًا مأساويًا يعرف باسم “ماي الأسود” (Black May). وقعت هذه الأحداث بين الـ 29 من أبريل والـ 24 من مايو 1943، وهي تعتبر من أهم الحملات الجوية التي نفذتها القوات الحلفاء خلال الحرب.
تمثلت موجة القصف التي شنها الحلفاء على هامبورغ في ذروتها في ماي الأسود، حيث استخدمت القوات الجوية البريطانية والأمريكية أساليب جديدة مدمرة في التكتيكات القتالية. استهدف القصف الناجم عن موجة “ماي الأسود” بشكل خاص المنشآت الصناعية والموانئ البحرية الرئيسية في هامبورغ، وهو ما أدى إلى دمار هائل في البنى التحتية للمدينة وإلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد الحربي الألماني.
وقد بلغت حصيلة الدمار الناتجة عن القصف خلال ماي الأسود مستويات قياسية، حيث قُتل أكثر من 42 ألف شخص، وتضررت مئات الآلاف من المنازل، وتدمرت معظم المباني الصناعية في المدينة. كما ألحق القصف أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية وشل حركة النقل والإمداد في المدينة بشكل كبير.
يعتبر ماي الأسود حدثًا محوريًا في الحرب العالمية الثانية، حيث أظهرت قوة وتأثير القصف الجوي على البنى التحتية والمدن في تلك الحقبة. وبالرغم من المأساة البشرية الهائلة التي خلفها، إلا أنها ساهمت بشكل كبير في ضعف قدرة القوات الألمانية على المواصلة في الصراع وفي تحقيق الانتصار النهائي للحلفاء في الحرب.
للمزيد من المعلومات عن “ماي الأسود”، يمكن الاطلاع على هذا الرابط: ماي الأسود في هامبورغ