يعتبر كتاب “المتعالون: مختارات” للمحرر بيري ميلر عملاً فريدًا يستحوذ على اهتمام العديد من الباحثين والقراء على حد سواء. وقد صرح بيري ميلر، قبل وفاته، بأنه “اضطررت للتأكيد على أن عقل الإنسان هو العامل الأساسي في تاريخ الإنسان”، وقد ترسخت دراسته للعقل في أمريكا في ذهن ثلاثة عقود من العلماء. تتناول الكتاب خمسة عشر مقالًا، بعضها لم ينشر من قبل، يتناولون جوانب الوعي الأمريكي وتعبيره في الأدب منذ زمن اتفاقية كامبريدج وحتى خطبة استلام جائزة نوبل لهمنغواي وفوكنر. يعتبر هذا الكتاب رفيقًا لكتاب “الرحلة إلى البرية”، والذي يتناول بشكل عام موضوعًا يُسَوِّقُ في روايته الرئيسية المؤلفة من مجلدين “العقل الجديد لنيو إنجلاند” – دفع الحضارة نحو القارة الواسعة الفارغة وتأثيرها على مفهوم الأمريكيين لأنفسهم كـ “أمة الطبيعة”. تركز المقالات أولاً على اللاهوت العهد الوطني وتكيفه التدريجي مع التغيرات في أمريكا: الانخفاض في الحماسة لـ “جمهورية الكتاب المقدس”، ونمو التجارة والصناعة، وضرورة التعايش مع الجماهير الكبيرة من الأشخاص غير المتدينين. ومع تقدم الكتاب، تنتقل التركيز من الدين إلى فلسفة الطبيعة إلى تطوير أدب أصلي، على الرغم من أن ميلر عادة ما يحلل الثلاثة جوانب في آن واحد من البحث الأمريكي عن الهوية الذاتية. في المقالات النهائية، يُظهر كيف أن القوى التي صاغت التعبير الواعي لأولئك الذين كانوا في بدايات نيو إنجلاند ما زالت تعمل في أعمال الكتاب الأمريكيين المعاصرين.
0
