إحذر تقبيل الطفل في فمه: مخاطر وآثار صحية غير مرئية
تقبيل الأطفال يعد من أبرز وسائل التعبير عن الحب والعاطفة، ولا شك أن الأهل يحرصون دائمًا على إظهار مشاعرهم لأطفالهم من خلال الأفعال التي تحمل طابعًا من الحنان والراحة. ورغم أن هذه العادة قد تبدو بريئة وغير ضارة، إلا أن تقبيل الطفل في فمه قد يحمل معه مجموعة من المخاطر الصحية التي يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على دراية بها. في هذا المقال، سنتناول الأبعاد الصحية النفسية والجسدية لتقبيل الأطفال في الفم، وسنوضح لماذا يجب أن يتجنب الآباء هذه العادة.
1. المخاطر الصحية المتعلقة بالبكتيريا والفيروسات
أحد أبرز الأسباب التي تجعل تقبيل الطفل في فمه أمرًا غير مستحب هو انتقال العدوى والبكتيريا والفيروسات. فالفم يعد موطنًا رئيسيًا للعديد من البكتيريا التي قد تكون ضارة للطفل، ومن بين أبرز المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل:
أ. العدوى الفموية والفيروسات
البكتيريا الموجودة في الفم قد تشمل البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان أو التهابات اللثة. وفي بعض الحالات، يمكن أن تكون الفيروسات مثل فيروس الهربس البسيط (HSV) أو فيروس الإنفلونزا (الأنفلونزا) أو حتى فيروس COVID-19 من عوامل الخطر التي تنتقل عن طريق التقبيل.
ب. الإصابة بالتهاب الحلق واللوزتين
إن التقبيل على الشفاه يمكن أن يؤدي إلى انتقال التهابات فيروسية مثل التهاب الحلق واللوزتين، وهو أمر أكثر شيوعًا في الأطفال الذين يكون جهازهم المناعي أقل قوة في مقاومة العدوى.
ج. نقل العدوى البكتيرية مثل “المكورات العقدية”
بعض أنواع البكتيريا التي تتواجد في فم البالغين، مثل البكتيريا العقدية، قد تنتقل إلى الطفل عند التقبيل، مما يؤدي إلى مشاكل صحية كالتهابات في الحلق أو إصابة الطفل بنزلات برد حادة.
2. المخاطر الصحية المتعلقة بالصحة المناعية للطفل
الأطفال حديثو الولادة لديهم جهاز مناعي غير مكتمل بعد، وهم بحاجة إلى الحماية من الميكروبات التي قد تضرهم. إذا قام شخص بالغ بتقبيل الطفل على فمه، فإن ذلك قد يساهم في نقل مسببات الأمراض التي قد تؤدي إلى التسبب في أمراض خطيرة.
أ. المساهمة في قلة مقاومة الأطفال للعدوى
نقل الفيروسات والبكتيريا للطفل قد يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، مما يجعله أكثر عرضة للأمراض بشكل عام. خصوصًا في الأشهر الأولى من الحياة، حيث يمكن للطفل أن يصاب بأمراض أكثر خطورة.
ب. التعرض للإصابة بأمراض جلدية
الإصابة ببعض الأمراض الجلدية مثل القروح الباردة أو الفطريات الفموية يمكن أن تنتقل عبر التقبيل، مما يعرض الطفل لتفاقم هذه المشكلات الجلدية.
3. التأثيرات النفسية لتقبيل الطفل في فمه
بعيدًا عن المخاطر الجسدية، فإن تقبيل الطفل في فمه قد يكون له أيضًا تأثيرات نفسية على الطفل. يتعامل الأطفال مع التصرفات الجسدية من خلال كيفية فهمهم للعالم المحيط بهم، ومن هذه التصرفات التي يمكن أن تؤثر على سلوكهم وتفاعلهم مع الآخرين:
أ. تأثير على الحدود الشخصية
مع مرور الوقت، قد يبدأ الطفل في الخلط بين الحدود الشخصية المقبولة وغير المقبولة. فعندما يعتاد الطفل على تقبيل فمه، قد يجد صعوبة في تحديد ما هو مناسب في التعامل مع الآخرين، مما يخلق تضاربًا في مفهومه للخصوصية.
ب. زيادة التعلق المرضي
التعلق المفرط بالوالدين نتيجة لهذا النوع من التفاعل قد يؤدي إلى خلق نوع من الاعتماد النفسي المفرط، مما قد يعيق تطور الطفل العاطفي والاجتماعي في مراحل لاحقة من حياته.
4. التأثيرات على صحة الأسنان والفم للطفل
كما هو معروف، الفم هو بوابة رئيسية للبكتيريا، وعند تقبيل الطفل على فمه قد يتعرض الفم لعدد كبير من البكتيريا غير المفيدة، ما يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على صحة أسنان الطفل. في الواقع، قد يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان بسبب تراكم البكتيريا الضارة التي يمكن أن تنتقل عبر التقبيل.
أ. انتقال التسوس من فم إلى آخر
الكثير من البالغين قد يحملون بكتيريا تسبب تسوس الأسنان، وبسبب ضعف الأسنان اللبنية للأطفال، قد يتعرضون لهذا النوع من البكتيريا بسهولة. وعليه، فإن التقبيل قد يؤدي إلى نقل البكتيريا المسؤولة عن التسوس للأسنان الطفولية، مما يزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان في مراحل مبكرة.
ب. التأثير على نمو الأسنان
المخاطر الصحية المتعلقة بأسنان الطفل قد تمتد إلى تأثير تقبيل الطفل على فمه على نمو الأسنان. فعند تكرار التقبيل، قد يتسبب ذلك في نقل البكتيريا التي تؤثر على طبقة المينا، مما يؤدي إلى مشاكل على المدى الطويل في نمو الأسنان.
5. إرشادات للوقاية
من المهم أن يدرك الآباء المخاطر المرتبطة بتقبيل الطفل في فمه. فيما يلي بعض الإرشادات التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة الطفل وحمايته:
أ. تنظيف اليدين قبل التعامل مع الطفل
من الأمور الأساسية التي يجب على الآباء أن يحرصوا عليها هي تنظيف أيديهم بشكل منتظم قبل التعامل مع الطفل، مما يقلل من فرص انتقال الميكروبات.
ب. التجنب التام لتقبيل فم الطفل
أفضل طريقة لحماية الطفل من العدوى هي تجنب تقبيله على فمه تمامًا، وتوجيه العواطف تجاهه بطريقة أخرى مثل التقبيل على الجبين أو الخد.
ج. الحفاظ على النظافة الشخصية
يجب على الآباء أيضًا أن يتأكدوا من الحفاظ على نظافتهم الشخصية، بما في ذلك العناية بأسنانهم والاهتمام بنظافة الفم بشكل عام.
د. الحد من التفاعل مع الأشخاص المرضى
عندما يكون أحد الأفراد مصابًا بنزلة برد أو أي عدوى أخرى، يجب تجنب التقارب المباشر مع الطفل أو تقبيله في فمه.
6. الختام
تقبيل الطفل في فمه قد يبدو تصرفًا عاطفيًا بريئًا، لكنه يحمل معه العديد من المخاطر الصحية الجسدية والنفسية التي يجب أن يكون الآباء على دراية بها. إن صحة الطفل وسلامته تأتي أولًا، وبالتالي من الأفضل أن يتجنب الآباء تقبيل الطفل في فمه والبحث عن طرق أخرى للتعبير عن محبتهم.
