مجموعة البريكس: قوة اقتصادية وسياسية

مجموعة البريكس هي تكتل سياسي واقتصادي يضم بعضاً من أكبر الدول الناشئة في العالم، وتشتق اسمها من أول حرف من كلمات “برازيل” و”روسيا” و”الهند” و”الصين” و”جنوب أفريقيا”. تم تأسيس هذه المجموعة في عام 2006، ولكن أصبحت مؤسسة رسمية في عام 2010.

تهدف مجموعة البريكس إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء على المستويين السياسي والاقتصادي، وتعزيز الشراكة فيما بينها بما يخدم مصالحها المشتركة. تشتمل أهدافها على تعزيز الاقتصادات الوطنية، وتعزيز التبادل التجاري بين الأعضاء، وتطوير التعاون الثقافي والتعليمي، ودعم السلم والاستقرار الدوليين.

من بين أبرز النقاط التي تميز مجموعة البريكس هي قوتها الاقتصادية الهائلة، حيث تمثل هذه الدول معظم سكان العالم وحوالي 25% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. كما أن لديها موقع استراتيجي هام في العالم الجديد، مما يمنحها صوتاً قوياً في المنتديات الدولية.

على الصعيد الاقتصادي، تقوم مجموعة البريكس بالتعاون في مجالات مثل التجارة، والاستثمار، والتنمية، والعملات، والتنسيق السياسي. كما أنها تسعى إلى تحسين الأمن الغذائي وتعزيز التنمية المستدامة والبنية التحتية.

يجسد مؤتمر قمة مجموعة البريكس سنوياً مناسبة للدول الأعضاء لتقديم ومناقشة الأولويات والتحديات التي تواجهها، واتخاذ القرارات بشأن التعاون المستقبلي. ومن خلال هذه القمم، يتم تعزيز التفاهم وتطوير العلاقات بين الدول الأعضاء، وتعزيز الروابط الثقافية والتعليمية بينها.

مجموعة البريكس، بوصفها تكتلًا يجمع بين الدول الناشئة الكبرى، لديها تأثير هام في الساحة الدولية، خاصةً في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية العالمية. ومن بين أهم المجالات التي تستهدفها مجموعة البريكس هو تحسين نظام التجارة العالمي، حيث تعتبر هذه الدول من أكبر اللاعبين في السوق العالمية. ومن هذا المنطلق، تعمل مجموعة البريكس على تعزيز العدالة التجارية والتخلص من العوائق التجارية غير العادلة، وذلك من خلال المشاركة في المفاوضات الدولية وتشجيع التجارة الحرة والمنصفة.

ومن خلال تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، تسعى مجموعة البريكس أيضًا إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، مما يسهم في تحسين النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للسكان في هذه الدول. وتشمل هذه الاستثمارات مجالات متنوعة مثل الطاقة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، والزراعة، والصناعات الثقيلة، وغيرها.

من جانب آخر، تعتبر مجموعة البريكس أحد الأصوات الهامة في مجال السياسة الدولية، حيث تعمل على دعم السلم والأمن الدوليين، ومكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، والتصدي للتحديات الإقليمية والدولية الأخرى. ومن خلال منصات مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تسعى مجموعة البريكس إلى تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التوازن والعدالة في العلاقات الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، تولي مجموعة البريكس اهتماماً خاصاً بالقضايا البيئية والتنموية المستدامة، حيث تعتبر حماية البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في آن واحد أحد أهم أولوياتها. ومن هذا المنطلق، تتبنى مجموعة البريكس مبادئ التنمية المستدامة وتعزيز الطاقات المتجددة وتبني استراتيجيات للحد من التلوث وتحسين جودة البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

بهذه الطريقة، تعد مجموعة البريكس مثالاً بارزاً على التعاون الجنوب-جنوب، وتعزيز الصوت والتأثير للدول الناشئة في المنتديات الدولية، مما يسهم في تحقيق التوازن والعدالة في العلاقات الدولية وتحقيق التنمية المستدامة للجميع.