في روايته المميزة بعنوان “مثل إيكاروس”، يأخذنا الكاتب أحمد توفيق في رحلة فريدة من نوعها إلى عوالم متشعبة من الحقائق الصادمة والمعركة الدائمة بين السماء والأرض، حيث يُعبّر عن فلسفة الحياة من خلال شخصية “محمود السمنودي”، الذي دفع ثمنا باهظًا من أجل الوصول إلى حقيقة مريرة ومعرفة عميقة.
تبدأ القصة في طفولة “محمود السمنودي”، الطفل الغريب الأطوار الذي يعيش حياةً مليئة بالتناقضات والتحديات. يظهر كرجل يتجنبه الآخرون، ويتميز بأسلوب حياة يختلف عن أقرانه. تتسارع الأحداث عام 2020، حيث يكشف “السمنودي” عن ألغاز وأسرار تاريخه الملتبس، وتمتد هذه الرحلة الملحمية إلى المستقبل لتلتقي مع الماضي في لحظات مدهشة داخل حجرة داخلية، كما ترتبط الخيوط المتشابكة ببراعة لتكون رواية غنية ومفعمة بالتشويق.
تتسم الرواية بأسلوب سردي مميز يأسر القارئ ويأخذه في رحلة عاطفية وفلسفية في آن واحد، حيث يتناول توفيق قضايا الهوية والتميز بشكل ملهم. يكشف عن تفاصيل الشخصيات بطريقة تجعلك تتعاطف وتتشبث بكل تطور في حياة “السمنودي”.
“مثل إيكاروس” تعد تحفة أدبية استثنائية بتأليف أحمد توفيق، وقدمت دار الشروق هذا العمل الرائع للقراء في عام 2015، وكونها جزءًا من فئة الأدب والخيال، تعكس تلك الرواية الفريدة تميز الكاتب وقدرته على خلق عوالم خيالية تتفاعل بشكل عميق مع الواقع.
تميزت الرواية بغلاف ورقي فاخر يعكس رونق العمل الأدبي، وبصفحاتها البالغ عددها 336 صفحة، تفتح أفقًا واسعًا أمام القارئ لاستكشاف عوالم مذهلة ورؤى فريدة. تعتبر “مثل إيكاروس” إضافة قيمة إلى أدب الرواية العربية، حيث تجمع بين الأبعاد الإنسانية والخيالية بشكل متقن ومدهش، مما يجعلها تستحق التفات كل عاشق للأدب الغني والملهم.