متى يبدأ التسنين؟
يعد التسنين من أبرز المراحل التي يمر بها الأطفال الرضع في بداية حياتهم. هذه الفترة، رغم كونها مؤلمة ومزعجة بالنسبة للطفل والأم على حد سواء، تمثل خطوة كبيرة نحو تطور الطفل وقدرته على تناول الأطعمة المختلفة والمشاركة في عملية النمو الجسدي.
مفهوم التسنين
التسنين هو ظهور الأسنان اللبنية للأطفال في الفم، ويبدأ عادة عندما يبلغ الطفل ما بين الستة أشهر إلى سنة من عمره، ولكن يمكن أن يختلف ذلك من طفل لآخر. يعد التسنين مرحلة طبيعية تحدث عندما تبدأ الأسنان في النمو تحت اللثة وتظهر تدريجيًا في الفم، ويصاحب ذلك عدة أعراض غير مريحة. في هذه الفترة، يتعرض الطفل للعديد من التغيرات الجسدية والبيولوجية، مما يسبب له الألم والتوتر.
مراحل التسنين
تتبع عملية التسنين عادة مجموعة من المراحل المتسلسلة التي تبدأ بظهور الأسنان الأولى وتستمر حتى اكتمال جميع الأسنان اللبنية في الفم. هذه المراحل تشمل:
1. المرحلة الأولى: بداية التسنين (من 4 إلى 7 أشهر)
غالبًا ما يبدأ التسنين عند الأطفال من 4 إلى 7 أشهر من العمر. في هذه المرحلة، تكون الأسنان الأولى، وهي القواطع السفلية المركزية، هي التي تبدأ بالظهور من خلال اللثة. يعتبر هذا الحدث مشهودًا جدًا بالنسبة للآباء، حيث يلاحظون بعض التغييرات السلوكية والفيزيولوجية على الطفل مثل زيادة في إفراز اللعاب، فضلاً عن محاولات الطفل لوضع يديه أو ألعابه في فمه لتخفيف الألم.
2. المرحلة الثانية: ظهور القواطع العليا (من 8 إلى 12 شهراً)
بعد ظهور الأسنان السفلية، يبدأ ظهور القواطع العليا في الفم. يظهر عادة القاطع العلوي المركزي أولًا، يتبعه القاطع العلوي الجانبي. في هذه المرحلة، تزداد شدة الأعراض بشكل عام، حيث قد يعاني الطفل من تهيج شديد في اللثة، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم وزيادة في احتياج الطفل للراحة.
3. المرحلة الثالثة: ظهور الأضراس الأولى (من 12 إلى 18 شهراً)
في هذه المرحلة، يبدأ ظهور الأضراس الأولى، سواء العلوية أو السفلية. تعتبر الأضراس من الأسنان الأكبر في الفم، ويعاني الأطفال في هذا الوقت من الألم الشديد والضغط في اللثة بسبب حجم الأسنان الكبيرة. يمكن أن يسبب هذا النوع من الأسنان مزيدًا من الانزعاج للطفل، ويستمر هذا حتى يصبح الطفل قادرًا على مضغ الطعام الصلب بسهولة أكبر.
4. المرحلة الرابعة: ظهور الأنياب (من 16 إلى 20 شهراً)
تعد الأنياب من الأسنان الحادة التي تساعد الطفل في التقطيع والمضغ. تبدأ الأنياب في الظهور بعد الأضراس الأولى، وتعتبر هذه المرحلة أيضًا مؤلمة بعض الشيء، حيث يمر الطفل بمرحلة من العصبية والتهيج بسبب نمو الأسنان الجديدة.
5. المرحلة الخامسة: ظهور الأضراس الثانية (من 24 إلى 30 شهراً)
تكتمل غالبًا عملية التسنين عند بلوغ الطفل سن السنتين ونصف تقريبًا. تبدأ الأضراس الثانية في الظهور، وهذا يعني أن الطفل قد أكمل تقريبًا مجموعة أسنانه اللبنية التي ستظل معه حتى مرحلة البلوغ، حيث يتم استبدالها بالأسنان الدائمة.
الأعراض المصاحبة للتسنين
تختلف الأعراض المصاحبة للتسنين من طفل لآخر، إلا أن هناك عددًا من العلامات الشائعة التي تظهر عادة في فترة التسنين، وتشمل:
-
زيادة إفراز اللعاب: واحدة من أكثر الأعراض شيوعًا، حيث يلاحظ الوالدان أن الطفل يبدأ في إفراز اللعاب بشكل مفرط، مما يؤدي إلى التهاب واحمرار في منطقة الذقن والفم.
-
التهيج والعصبية: يصبح الطفل أكثر إزعاجًا وعصبية خلال هذه الفترة. يمكن أن يكون هذا بسبب الألم الناتج عن ظهور الأسنان أو التغيرات في الراحة والنوم.
-
مشاكل في النوم: يعاني العديد من الأطفال من صعوبة في النوم خلال فترة التسنين. قد يواجه الطفل صعوبة في النوم بسبب الألم أو الانزعاج الناجم عن نمو الأسنان.
-
تغيير في عادات الأكل: قد يصبح الطفل أكثر صعوبة في تناول الطعام بسبب الألم في اللثة. كما قد يتجنب بعض الأطفال تناول الطعام أو يشتهون تناول أنواع معينة من الأطعمة التي لا تسبب لهم الألم.
-
تورم اللثة: قد تكون اللثة منتفخة أو حمراء بسبب الضغط الناتج عن الأسنان التي تحاول الخروج من اللثة.
-
الحكة والعض: يلجأ الطفل إلى العض على الأشياء مثل الألعاب أو الأصابع لتخفيف الألم الناتج عن الضغط على اللثة.
كيفية التخفيف من ألم التسنين
لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تخفيف ألم التسنين عند الأطفال:
-
استخدام عضاضات الأسنان: يمكن للأطفال استخدام عضاضات الأسنان المصممة خصيصًا لهذا الغرض. هذه الأدوات تكون عادة مصنوعة من مواد آمنة للأطفال، مثل السيليكون أو المطاط.
-
مساج اللثة: يمكن تدليك لثة الطفل برفق باستخدام إصبع نظيف للمساعدة في تخفيف الألم.
-
الأطعمة الباردة: يمكن إعطاء الطفل قطع من الفاكهة الباردة أو طعام مبرد، مثل الزبادي، لتخفيف الألم الناتج عن التسنين.
-
الأدوية المخصصة للأطفال: إذا كان الألم شديدًا، يمكن للوالدين استشارة الطبيب حول إعطاء الطفل مسكنات للألم المناسبة، مثل الباراسيتامول المخصص للأطفال.
-
الحفاظ على الراحة: من المهم أيضًا منح الطفل الراحة اللازمة خلال هذه الفترة، بما في ذلك مساعدته على النوم بشكل جيد.
هل التسنين يؤثر على صحة الطفل بشكل عام؟
على الرغم من أن التسنين يمكن أن يكون مؤلمًا ومزعجًا في بعض الأحيان، إلا أنه لا يؤثر عادة على صحة الطفل بشكل خطير. ومع ذلك، إذا كان الطفل يعاني من أعراض شديدة مثل الحمى أو الإسهال، فمن الأفضل استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود أي مشكلة صحية أخرى.
تستمر أسنان الطفل اللبنية في النمو والتطور حتى سن 3 سنوات تقريبًا، وعادة ما تكون موجودة في فم الطفل في هذا العمر. يبدأ بعدها ظهور الأسنان الدائمة بشكل تدريجي مع بلوغ الطفل سن السادسة، ويبدأ الأطفال في فقدان أسنانهم اللبنية لتفسح المجال للأسنان الدائمة.
الخلاصة
يعتبر التسنين مرحلة طبيعية في حياة كل طفل، حيث يمر الأطفال بتجربة نمو الأسنان اللبنية بداية من عمر 4 أشهر تقريبًا. ورغم التحديات التي يواجهها الأطفال والآباء خلال هذه الفترة، إلا أن التسنين يظل جزءًا مهمًا من عملية نمو الطفل، إذ يمثل خطوة نحو اكتساب الطفل قدرات جديدة في تناول الطعام.
