متى يتحرك الجنين في بطن أمه؟
تُعد حركة الجنين في رحم الأم أحد المراحل المثيرة والمهمة التي تمر بها الحامل، حيث تبدأ هذه الحركات في وقت معين من الحمل وتشكل جزءًا أساسيًا من تطور الجنين وصحته. إن معرفة توقيت هذه الحركات وسببها يساعد الأم على فهم تطور الحمل بشكل أفضل، وكذلك التعامل مع التغيرات الجسمانية والعاطفية التي قد تحدث خلال هذه الفترة.
مراحل نمو الجنين وحركته
يعتبر الحمل رحلة طويلة ومعقدة، يمتد خلالها تطور الجنين من كائن صغير إلى طفل مكتمل النمو. يمر الجنين بالعديد من المراحل خلال فترة الحمل، ويمثل كل جزء من هذه المراحل وقتًا مهمًا في عملية نموه. الحركة الجنينية هي إحدى العلامات التي تشير إلى أن الجنين ينمو بشكل طبيعي ويشعر بمحيطه.
في البداية، تبدأ الحركة الجنينية من الأسبوع السابع تقريبًا، لكنها تكون غير ملحوظة للأم في هذه الفترة المبكرة، حيث تكون حركات الجنين محدودة وصغيرة جدًا. ومع مرور الوقت، تصبح الحركات أكثر وضوحًا وتُشعر بها الأم في مراحل لاحقة من الحمل.
وقت بداية حركة الجنين
عادة ما تبدأ الأم في الإحساس بحركة جنينها بين الأسبوعين 16 و25 من الحمل. في هذه المرحلة، تبدأ عضلات الجنين في النمو بشكل أكثر وضوحًا، مما يتيح له تحريك أطرافه والجسم بشكل أكبر. إلا أن هذه الحركة قد لا تكون محسوسة بشكل واضح في البداية، إذ إنها قد تكون خفيفة وطفيفة للغاية، مثل الشعور بنبضات خفيفة أو إحساس يشبه الفقاعات أو النفخات الهوائية.
عادة ما يبدأ الجنين بالحركة بشكل ملحوظ بالنسبة للأم في الأسبوع 20، وقد تشعر الأم لأول مرة بحركة الجنين في هذه الفترة. ومع مرور الوقت، تصبح الحركات أكثر قوة ووضوحًا، وقد يزداد تكرارها. كما يختلف توقيت بداية الإحساس بالحركة الجنينية من امرأة لأخرى حسب عدة عوامل، مثل الحمل الأول أو الثاني، وموقع الجنين، وحجم رحم الأم.
أسباب حركة الجنين
يعتبر تحرك الجنين في بطن الأم نتيجة طبيعية لعدة عوامل بيولوجية وجسدية تتعلق بنموه وتطوره. من أبرز هذه العوامل:
-
النمو البدني للجنين: مع مرور الأسابيع في الحمل، يبدأ الجنين في النمو بشكل أسرع، مما يسمح له بتحريك أطرافه والجسم. في البداية، تكون الحركات غير منسقة، لكن مع تطور الجهاز العصبي والعضلي للجنين، تصبح الحركات أكثر تنسيقًا.
-
التحفيز من الخارج: الجنين قد يتحرك استجابة للمؤثرات من البيئة المحيطة به، مثل صوت أو لمسة أو تغيرات في الوضعية داخل رحم الأم.
-
الاستجابة للمؤثرات الكيميائية: يمكن أن يتأثر الجنين بتغيرات هرمونية وكيميائية داخل رحم الأم، مما يجعله يتحرك بشكل غير إرادي. على سبيل المثال، قد يحدث تحرك الجنين كرد فعل لتغيرات في مستوى السكر في دم الأم أو بسبب زيادة أو نقص بعض الهرمونات.
-
حاجة الجنين إلى التمدد والحركة: مع نمو الجنين، يصبح لديه مساحة أكبر داخل الرحم، ما يسمح له بالحركة بحرية أكبر. حركات الجنين تُعد بمثابة طريقة لتقوية عضلاته وتعزيز تطور مفاصله.
توقيت الحركات الجنينية: تفاوت بين الأمهات
إن وقت بداية الإحساس بحركة الجنين يمكن أن يختلف بين النساء بناءً على عوامل عدة. فالحمل الأول، على سبيل المثال، قد يختلف عن الحمل الثاني أو الثالث. في الحمل الأول، قد تكون الأم أقل دراية بتفاصيل الحركات الجنينية، ما يجعلها تشعر بها في وقت لاحق مقارنة بالحمل الثاني أو الثالث، حيث تكون الأم أكثر معرفة بمراحل تطور الحمل.
كما أن النساء اللاتي يعانين من زيادة في وزن الجسم قد لا يشعرن بحركات الجنين في وقت مبكر مثل النساء ذات الوزن الطبيعي، وذلك بسبب تأثير الأنسجة الدهنية على قدرتها على استشعار الحركات الداخلية.
تأثير الحركة الجنينية على الصحة العامة
من المعروف أن حركة الجنين تشكل إشارة على نموه الطبيعي وصحته داخل الرحم. فغياب الحركة أو تراجعها في مراحل متقدمة من الحمل قد يُعد بمثابة إشارة تستدعي الاهتمام الطبي، حيث قد تشير إلى مشاكل صحية محتملة. ولكن، لا يجب على الأم أن تقلق بشأن قلة الحركة في الأسابيع الأولى من الحمل، إذ إن ذلك أمر طبيعي.
في بعض الأحيان، قد يحدث أن يصبح الجنين أكثر نشاطًا في بعض الأوقات وأقل نشاطًا في أوقات أخرى، وهذا يعد أمرًا طبيعيًا أيضًا. فمع تطور الحمل، قد يختلف نمط حركة الجنين حسب ساعات اليوم، ففي بعض الأحيان قد يكون أكثر نشاطًا في الليل أو في فترة معينة من اليوم عندما تكون الأم في حالة استرخاء.
متى يجب القلق بشأن حركة الجنين؟
على الرغم من أن قلة الحركة قد تكون طبيعية في بعض الأحيان، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تتطلب استشارة طبية. إذا لاحظت الأم أن حركات الجنين قد توقفت فجأة أو انخفضت بشكل ملحوظ بعد الأسبوع 28 من الحمل، فإنه من الضروري التوجه للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض حركة الجنين هي:
-
نقص الأوكسجين: قد تشير قلة الحركة إلى أن الجنين يعاني من نقص في الأوكسجين داخل الرحم.
-
التعرض للضغط: قد يكون تعرض الجنين للضغط بسبب تموضعه أو بسبب وجود مشاكل في الحبل السري.
-
العدوى أو الأمراض: قد تؤثر العدوى أو الأمراض على نشاط الجنين.
-
المشاكل في المشيمة: في بعض الأحيان، قد تؤدي المشاكل المتعلقة بالمشيمة إلى قلة الحركة الجنينية.
ماذا تشعر به الأم أثناء حركة الجنين؟
تختلف مشاعر الأم عندما تشعر بحركة الجنين حسب فترة الحمل وحالة الجنين. في البداية، يمكن أن تشعر الأم بحركات خفيفة تشبه الفقاعات أو الرفرفة. مع تقدم الحمل، تصبح الحركات أكثر قوة وتناسقًا، مما يجعلها تشعر بها بوضوح أكثر.
في بعض الأحيان، قد تشعر الأم بأن حركات الجنين هي نبضات متسارعة أو كما لو أن هناك نبضًا قويًا داخل بطنها. في حالات نادرة، قد تكون هذه الحركات مؤلمة أو غير مريحة إذا كان الجنين في وضعية معينة أو إذا كانت الحركات قوية جدًا.
الخاتمة
حركة الجنين تعتبر جزءًا طبيعيًا من عملية نموه وتطوره داخل رحم الأم. تبدأ هذه الحركات في وقت معين من الحمل وتزداد وضوحًا مع مرور الوقت. تعد الحركات الجنينية بمثابة إشارة قوية على صحة الجنين، لذا يجب على الأم مراقبة حركات جنينها بانتظام. إذا كانت هناك أي تغييرات مفاجئة أو ملحوظة في نمط حركة الجنين، فإن زيارة الطبيب تكون خطوة هامة لضمان سلامة الحمل وصحة الجنين.
