“متلاعبون أمريكا: مظاهر الحياة اليومية المثيرة للغيظ” هو عنوان يتلألأ بروح الفكاهة والفطرة الساخرة، يجسد شخصية لاري ميلر، أحد أكثر الشخصيات الكوميدية الجاذبة في عالم الفنون اليوم. لقد اشتهر ميلر على مدى سنوات عديدة كممثل وكاتب وكوميدي، وكذلك رائد جنسي، وقد اكتسب متابعة جديدة بصفته معلقاً ثقافياً وضيفاً متكرراً في البرامج السياسية. والآن، في كتاب “متلاعبون أمريكا: مظاهر الحياة اليومية المثيرة للغيظ”، يسلط بصره على ما هو مضحك في حياتنا اليومية – والتي تتضمن، بشكل تقريبي، كل شيء.
من الشرب في منتصف العمر (“عندما تكون في عقد العشرينات، يمكنك الشرب طوال الليل والقفز بحبل مطاطي من جسر في اليوم التالي. إذا شربت طوال الليل، سترغب في الذهاب من تلك الجسر بدون حبل”) إلى إفراطنا في عاداتنا الغذائية (“هذا هو السبب في كراهية العالم لنا: حجم الأجزاء التي نطلبها. الحمد لله أنهم لم يظهرونا أثناء تناول الطعام على الجزيرة—لكان ذلك نهاية العالم”), يجد ميلر الجانب الفضفاض للسخافة داخل كل سحابة سوداء.
ولكن في النهاية، “متلاعبون أمريكا” أكثر من مجرد حفلة كوميدية عابرة. إنه نداء فطري، وبشكل مفاجئ مؤثر، لنلاحظ ما هو أفضل وأسوأ في أنفسنا. “إن الجمالية الأمريكية تتأرجح فقط بين الأقطاب”، يكتب. “الأخبار تبث طوال اليوم، ولكننا نعرف أقل وأقل؛ هناك موسيقى في كل مركز تسوق، لكننا لا نسمعها؛ الجميع لديه هاتف ولكن ليس لديه شيء ليقوله. أسمى منا لديهم أنظمة غذائية صارمة، لأننا لا يمكن أن نتعلم كيف نقوم بتنظيم أنفسنا وتقدير الاعتدال. إما كل شيء أو لا شيء. لقد أخذت لساني يوماً على الأمر. للمتعبثين النقاد في أمريكا—نادٍ كنت سأنضم إليه في لحظة لولا كوني رئيسه بالفعل—لقد كانت فهمتهم منذ زمن بعيد أن العالم يتجه نحو الهاوية بسرعة”.
“ما هو الوقت المناسب لمجموعة من الأطروحات الكوميدية السبعة عشر؟” الوقت الأمثل بالفعل.