في كتابه المميز الذي يحمل عنوان “مبدأ المساواة في الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي”، يقدم الكاتب محمد الحلبي رؤية عميقة وشاملة حول مفهوم المساواة في إطار الشريعة الإسلامية وكيفية تلاقيها مع القانون الوضعي الحديث. يستعرض الحلبي بأسلوبه السلس والمحكم قضايا الحقوق والحريات الفردية، ملامسًا لجوانب الجدل التي أحاطت بها هذه القضايا عبر العصور.
من خلال 190 صفحة من النصوص المتينة، يتناول الحلبي جذور هذه الحقوق الأصلية التي يعتبرها الإنسان حقًا مُلزمًا له، والتي نشأت منذ اللحظة الأولى لخلقه، وكيف تطوّرت وتشكلت مع تطوّر الحضارة. يسبر أغوار النقاشات الفلسفية حول هذه الحقوق، مرورًا بتحديات تنظيمها وتأكيدها، وصولاً إلى اللحظة التي فُرضت فيها ضمن أطُر قانونية ومعاهدات دولية.
وفي سعيه لتسليط الضوء على هذا الموضوع الراهن، يقدم الحلبي رؤيته لكيفية تفاعل مبدأ المساواة مع الشريعة الإسلامية، موفّرًا للقارئ تحليلاً موضوعيًا للتوازن بين الأصول الدينية والقوانين الوضعية الحديثة. يتناول بعمق الجدل والتناقضات التي قد تنشأ في محاولة توافق المساواة مع تعاليم دينية محددة، وكيف يمكن تحقيق توازن يحفظ حقوق الفرد دون التأثير على القيم والتقاليد الدينية.
نشرت دار الثقافة للنشر والتوزيع هذا العمل الرائع في عام 2000، موفّرةً للقراء فرصة الوصول إلى مصدر موثوق ومحنك يفتح الباب أمام فهم أعماق المفهومين القانوني والديني. يأتي الكتاب بغلاف ورقي يعكس أهمية محتواه، مع معلومات ثرية ومفصلة حول فئة الكتاب، حيث يندرج ضمن فنون النقد الفني.
باختصار، يعتبر كتاب “مبدأ المساواة في الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي” للكاتب محمد الحلبي إضافة قيمة إلى المكتبة الفكرية، حيث يجمع بين العمق الفلسفي والتحليل القانوني بأسلوب رصين وجاد.