“ما وراء الترابط: اندماج اقتصاد العالم وبيئة الأرض” هو عنوان يشير إلى عمق الدراسة التي قدمها الكتاب، الذي ألفه كل من جيم ماكنيل، وبيتر وينسيميوس، وتايزو ياكوشيجي. تحدث الكتاب عن تحولات عالمية هائلة شهدتها السنة الماضية، فقد شهدنا تحرير أوروبا الشرقية من نير الشيوعية السوفيتية، وعودة ألمانيا كدولة قوية واحدة، ومضي روسيا بنفسها نحو اقتصاد سوق حر بوتيرة متهورة تقريبا. ورغم التركيز على انتصار الديمقراطية، فإنه من السهل تجاهل التغيرات الكارثية المحتملة التي تواجه بيئة العالم، والتي ترتبط بشكل لا يمكن فصله عن عمل المؤسسات السياسية والاقتصادية في عصرنا.
“ما وراء الترابط” يعتمد على تقرير لجنة بروندتلاند الذي صدر في عام 1987 تحت عنوان “مستقبلنا المشترك”، وهو كتاب أُشيد بأنه “أهم وثيقة للعقد عن مستقبل العالم”، وقد بيع منه أكثر من نصف مليون نسخة في تسع عشرة لغة أجنبية. قام الدكتور جيم ماكنيل، الكاتب الرئيسي لكلتا الأعمال، بتوسيع تحليل اللجنة للعلاقات الحرجة بين البيئة العالمية، واقتصاد العالم، والنظام الدولي في هذه الدراسة الأخيرة. وبالتعاون مع زملائه المرموقين، بيتر وينسيميوس وتايزو ياكوشيجي، يظهر ماكنيل أن اقتصادنا العالمي وبيئتنا قد أصبحا متشابكين تماما، لكنهما لا يزالان منفصلين في مؤسساتنا، وفي عقول صانعي السياسات. والنتيجة هي مجموعة واسعة من السياسات المحلية والدولية التي تسرع من استنزاف رأس المال البيئي الأساسي للأرض – أنهارها وبحيراتها، ومحيطاتها، وتربتها وغاباتها، ونباتاتها وحيواناتها، ودرع الأوزون. هذه السياسات القصيرة النظر أيضا تهددنا في القرن القادم بارتفاع أكبر في الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب سطح البحر مما حدث في عشرة آلاف سنة منذ آخر عصر جليدي. ويقول الكتاب إن هذا التدهور البيئي واستنزاف الموارد سيكون المصدر الرئيسي للنزاعات بين الدول في العالم ما بعد الحرب الباردة.
من خلال تحليل جديد لقضايا التغير العالمي، ومراعاة الأحداث الأخيرة مثل التحول المد وجزر في العلاقات بين الشرق والغرب وقمة مجموعة الدول السبع في هيوستن، يوضح “ما وراء الترابط” كيف يمكن للدول الصناعية أن تتخذ إجراءات منفردة لمواجهة التهديدات البيئية مع تحسين الكفاءة الماكرواقتصادية والتنافسية الدولية. كما يظهر كيف يمكن للدول المتقدمة التفاوض على سلسلة من “صفقات” المصالح المتبادلة مع دول شرق أوروبا والعالم الثالث.
مع تحليله الدقيق وتوصياته البعيدة المدى لإصلاح السياسات، يظهر “ما وراء الترابط” لنا كيف يمكننا التصرف بسرعة ولكن بذكاء للتقدم نحو مستقبلنا المشترك.