أم عمار بن ياسر هي أم المؤمنين السابقة عائشة بنت أبي بكر الصديق، والتي تمتلك قصة مؤثرة في تاريخ الإسلام. فقد كانت أم عمار تعيش في مكة المكرمة في أوائل الدعوة الإسلامية، وكانت هي وزوجها عمار بن ياسر يعانيان من اضطهاد شديد بسبب إيمانهما.
وعندما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة، تبعهم أم عمار وزوجها. وعندما اندلعت معركة بدر الكبرى بين المسلمين وقريش مكة، قاتل زوج أم عمار في صفوف المسلمين وهو يصيح بالشهادة. وعندما رأت أم عمار زوجها قد قتل في المعركة قالت: “حمار يا خيل الله!”، وهي تشير إلى بشاعة ما فعله القوم بزوجها.
ورغم حزنها الشديد، استمرت أم عمار في دعم الإسلام والمسلمين. وفي المعركة التالية وهي معركة أحد، قاتل ابنها عمار مع النبي محمد ووقع جريحًا. فسارعت أم عمار إلى معالجته وتقديم كل ما لديها من ضمادات ودواء، وهي تصرخ في وجهه: “ابني عمار، جرحك شديد؟ إياك أن تيأس، فإن الجنة تحت المشقة”.
وأما أم عمار نفسها، فكانت قد قتلت في معركة الجمل بين الصحابة المسلمين، وذلك في عهد الخليفة علي بن أبي طالب، بعد أن اشتبك الرجلان الصحابيان البريءة بنت أبي بكر وزبير بن العوام مع العسكريين الذين قادهم الخليفة في مطاردته للثوار المتمردين.
وتعتبر أم عمار بن ياسر رمزًا للإيمان الصادق والتفاني في سبيل الله، ولم ينالها الحزن والألم الذي عانوا منها إلا زادتها إيمانًا وقوةً في سبيل الله.