تعتبر الأنثروبولوجيا الهيكلية إحدى المدارس المهمة في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وتركز على دراسة التعقيدات الهيكلية والتنظيمية للمجتمعات البشرية. وتؤكد هذه المدرسة على أنه يجب فهم الظواهر الاجتماعية والثقافية والسياسية ضمن إطار الهيكل الاجتماعي الذي يشكله المجتمع، وعلى أن السلوك الاجتماعي ينبع من هذا الهيكل.
وتحظى الأنثروبولوجيا الهيكلية بأهمية كبيرة في صنع السياسات المعاصرة، حيث توفر هذه المدرسة لصانعي السياسات فهمًا أكثر دقة لتعقيدات المجتمعات وجماعاتها والعلاقات بين أفرادها، وبالتالي تمكنهم من توجيه السياسات العامة المتعلقة بالتنمية والعدالة الاجتماعية والحقوق الإنسانية وغيرها بطريقة أفضل وأكثر فاعلية.
وتنعكس أهمية الأنثروبولوجيا الهيكلية في صنع السياسات المعاصرة في عدة نواحي، منها:
1. فهم أسس التفاعل الاجتماعي: يتيح لصانعي السياسات فهمًا شاملاً لأسس التفاعل الاجتماعي داخل المجتمعات، وعلى هذا الأساس يمكن تطوير استراتيجيات العمل الاجتماعي والسياسي.
2. تحليل السياسات العامة: تساعد الأنثروبولوجيا الهيكلية على تحليل السياسات العامة المطبقة في المجتمعات وتحديد الفرص والتحديات الرئيسية في تطبيقها.
3. تطوير برامج التنمية: يمكن للأنثروبولوجيا الهيكلية مساعدة صانعي السياسات في تطوير برامج التنمية وتحديد الإجراءات اللازمة لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية.
4. تأثير السياسات العامة على المجتمعات: تساعد الأنثروبولوجيا الهيكلية على التنبؤ بتأثير السياسات العامة على المجتمعات، وعلى هذا الأساس يمكن تطوير نماذج المناصرة والعمل السياسي.
بشكل عام، يمكن القول إن الأنثروبولوجيا الهيكلية توفر نهجًا فريدًا في فهم المجتمعات وتفاعلاتها وتقديم الإرشادات المفيدة لصانعي السياسات في عملهم.