وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إنّ أكبر وأهم غاية جاء بها الدين الإسلامي، هي توحيد الله ونيل رضوان الله -سبحانه وتعالى-، وبلوغ محبته وغُفرانه، فهذا هو السبب الذي خُلقنا لأجل تحقيقه، ويكون ذلك بعبادتنا لله حقَّ العبادة، وبإيماننا بأركان الإسلام والإيمان.
أمّا الغاية من إيماننا بأركان الإيمان؛ فإنّ بها الخير الكثير للمسلم، فالذي يؤمن بها تجده قويٌّ شديدٌ صابرٌ ومتحمِّلٌ لكل ما تحمله له الحياة من همومٍ وآلام، فتجد في حياته التيسير والبركة في جميع أموره، ويمكن تلخيص الغاية من إيماننا بها فيما يأتي:
إنّ الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- هو سبب لنيل مرضاته، فعند التسليم بأنّه هو الخالق المُدَبّر لهذا الكون، الحافظ للعباد من كل الشرور، وأنَّ لا سواه الرازق والمعطي والحافظ، فإنّ هذا يبعث في نفوس المؤمنين به الطمأنينة من كل خوف، والسكينة من كل قلق، فتستريح نفس المؤمن وتنال الدرجات العُلى من الجنة.
أمّا عن الغاية من الإيمان بالملائكة، فتكمن باعتراف العبد بعظمة الخالق وقدرته -سبحانه- وعظمة خَلْقِهِ، فتزداد خشية المسلم منه -عز وجل-، وتتحوَّل تلك الخشية من عظمته بعد ذلك لأعمال صالحة، ينالُ بسببها عفوَهُ ومغفِرَتَهُ ورِضوانه.
الغاية من الإيمان بكتبه، فهو الشعور بالاطمئنان بأنّه -تعالى- أرسل لكلِّ أُمة ما يناسب حالها من الأوامر والنواهي، فما على كلِّ أمَّةٍ سوى الإيمان بهذه الكتب واتِّباع ما فيها، حتى يصلوا إلى الطريق الذي يُحبه الله ويرضاه، فبإيماننا بالكتب السماويّة يشعر العباد بالامتنان له -سبحانه-؛ بسبب إرشادنا وعدم تركنا وحدنا في معرفة الخالق والدين.
بالإيمان بالرسل يعرف المسلم مدى رحمته -تعالى- ولطفه بخلقه؛ لإرساله رُسلاً لهدايتنا وتوجيهنا للطريق المستقيم، وفيه تسليةً لقلب المسلم بالاقتداءِ بهم عند وقوعه بالمصاعب والتحديات.
في الإيمان بالقضاء والقدر سكينة وراحة للمسلم؛ بسبب يقينه بأنّ كل ما يحدث له هو الخير له، فبذلك يتجاوز المصائب بيُسر وسهولة أكثر من غيره، ويرضى بما قسمه الله له.
المصدر: موقع موضوع