تناول النكبة والانتفاضة الأولى في معناهما السياسي والتاريخي يرتبط بشكل أساسي بالمحتوى الوطني والأرضي والمكاني لفلسطين. ففي العام 1948، وبعد حرب عسكرية مع إسرائيل، تمت إخلاء مئات آلاف الفلسطينيين من مناطقهم، ما أدى إلى ما يعرف باسم النكبة، أية فاجعة، وذلك عندما دُمرت قرى فلسطينية بأكملها، وقتل وتهجير سكانها الفلسطينيين.
أما الانتفاضة الأولى، فهي ثورة فلسطينية اندلعت عام 1987، وكانت استجابة للواقع السياسي والاجتماعي الذي كان يعيشه الفلسطينيون وخاصةً في قطاع غزة والضفة الغربية. وكانت الانتفاضة الأولى عبارة عن حركة احتجاجية ورفض شعبي للاحتلال الإسرائيلي وسياساته الاستعمارية، ويمكن القول بأنها كانت استجابة وثورة ضد الظلم والاحتلال الإسرائيلي الذي كان يمارس سياسة التمييز العنصري بحق الفلسطينيين.
ومن هنا، يمكن القول بأن النكبة والانتفاضة الأولى ترتبطان بالتاريخ والحركة الوطنية للفلسطينيين، حيث أن النكبة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين تعد الأساس الذي انطلقت منه كل أشكال المقاومة والثورة ضد الاحتلال. وبالتالي، فإن الانتفاضة الأولى كانت خطوة للفلسطينيين لإعادة بناء هويتهم الوطنية والثقافية والسياسية التي كانت أمامها إسرائيل قد اجتاحتها النكبة، وحاولت أن تبث الفرح والتفاؤل في نفوس الفلسطينيين وتشجيعهم على الثورة ضد الاحتلال.