تتناول الفلسفة الوضعية المنطقية علاقة العمل والوعي الوضعي بشكل مركزي. ففي هذه النظرية، يعتقد المفكرون الوضعيون أن الوعي الأساسي للمرء يتأثر بظروف الحياة والوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيش به. وبما أن العمل يمثل جزءًا أساسيًا من ظروف الحياة، فإن عمل الإنسان وما يصنعه في الحياة يؤثر بشكل كبير على وعيه وفهمه للواقع المحيط به.
علاوة على ذلك، يرى المفكرون الوضعيون أن العمل يسمح للإنسان بتحقيق روابط اجتماعية وتواصل مع المجتمع والآخرين. وهذا يعني أن العمل ليس مجرد وسيلة للكسب والحفاظ على الوجود البدني، بل يلعب أيضًا دورًا حاسمًا في تشكيل وبناء هويتنا وفهمنا للعلاقات الاجتماعية.
وبالتالي، يمكن القول بأن العمل والوعي الوضعي مترابطان بشكل وثيق في الفلسفة الوضعية المنطقية، حيث يؤثر العمل على الوعي والفهم الذي يمتلكه الإنسان للعالم المحيط به، بينما يلعب الوعي الوضعي دورًا حاسمًا في تقويم وتوجيه العمل الذي نصنعه.