وفقًا لابن خلدون، تعتبر العصبية عاملاً مهمًا في تحقيق القوة السياسية. يرى ابن خلدون أن العصبية تنشأ من تكوين مجموعات اجتماعية متماسكة تتشابك برابطة قوية بسبب العلاقات القوية والانتماء المشترك. وعندما تنمو العصبية في المجتمع، فإنها تعزز التماسك والتضامن بين أفراده وتمنحهم القوة والتأثير في الشؤون السياسية.
وفي النظرية السياسية لابن خلدون، يرتبط ازدهار العصبية بنمو القوة السياسية لهذه المجموعات. فعندما يتمكن مجموعة معينة من بناء علاقات قوية وتعزيز العلاقات الاجتماعية الداخلية، فإنها تستطيع تحقيق السيطرة والنفوذ على السلطة السياسية. وبالتالي، يمكن للعصبية أن تساهم في تحقيق الاستقرار والتماسك الاجتماعي، وبالتالي تعزيز القوة السياسية لتلك المجموعة.
بشكل عام، تعتبر العصبية والقوة السياسية عناصر مترابطة في فهم ابن خلدون للتاريخ والسياسة. فهو يرى أن التاريخ يتأثر بتطور المجموعات الاجتماعية ودور العصبية في تحقيق القوة والسلطة السياسية.