الأدب يعدّ أحد أهم عوامل تشكيل وتعزيز الهوية الثقافية لأي أمة، إذ ينتج الأدب من خلال الخصائص الثقافية والاجتماعية والتاريخية والجغرافية للمجتمع الذي يأتي منه. والهوية الثقافية هي مجموعة القيم والمعتقدات والعادات والتقاليد والتراث الذي يميز هذا المجتمع عن غيره.
لذلك، فإن النصوص النثرية تحمل في طياتها تمثيلات وصورًا إيجابية وسلبية وعميقة للهوية الثقافية للمجتمع الذي تنتمي إليه، ويعتبر الأدب النثري والروائي والشعري عبارة عن مرأة تعكس الحياة والتقاليد والفكر والعادات والتطلعات والمشاعر والآمال لهذا المجتمع. وهي تعبر عن تاريخه وتراثه وحضارته، وتعزز المنظور الفردي والجماعي على تلك الهوية الثقافية، وتعرّف الجيل الحالي والأجيال اللاحقة على معرفة هويتهم الثقافية وما يميزهم عن غيرهم.
أما بالنسبة للكُتّاب والمؤلفين، فيواجهون غالبًا مشكلة التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية والتعامل مع التحدّيات الحديثة وتأثيرات العولمة، حيث قد يختلف التركيب الثقافي واللغوي ما بين المناطق الجغرافية المختلفة في نفس الدولة، ويكون التفكير عند البعض معرضًا للتأثير الخارجي بنسبة أكبر، وعليهم العناية باختيار القيم والموضوعات التي يدور حولها النص الأدبي بشكل يحترم ثقافات هذا المجتمع وحضارته ويراعي تطلعاته المستقبلية.