لا يمكن فصل أصول القراءات وعلم التجويد عن بعضهما البعض، فكلاهما يتعاملان مع نفس النص القرآني ويهدفان إلى فهمه وتلاوته بالشكل الصحيح.
أصول القراءات تدرس قواعد ومبادئ تلاوة النص القرآني، بما في ذلك قراءة الحروف والصوتيات والقراءات الشاذة بأنواعها. وهذا يتطلب معرفة تفاصيل دقيقة حول اللغة العربية وأصولها.
على النقيض من ذلك، يتعلق علم التجويد بتلاوة النص القرآني بالشكل الصحيح والجميل من خلال التركيز على الأسلوب الموسيقي والتفاصيل النغمية والإيقاعية وعلاقتها بالمعنى. ويتطلب هذا المعرفة الدقيقة بخصوص النبرة والإيقاع والتركيب الصوتي والتركيز على المفردات الدالة على الإحساس والمشاعر.
يمكن القول إذن إن أصول القراءات يتعامل بشكل خاص مع الجانب اللغوي الدقيق وقواعد تلاوة النص القرآني، في حين أن علم التجويد يتعامل بشكل خاص مع الترتيل الذي يربط بين الصوت والمعنى ويؤثر في جصصية القارئ والمستمع. وبالتالي، فإن القراء الذين يتمكنون من تجميع معرفتهم في كلا المجالين سوف يكونون قادرين على تلاوة النص القرآني بشكل دقيق وبهيج في نفس الوقت.