لا يمكن تحديد حقيقة دينية واحدة وراء الحركة الصهيونية ، حيث كانت هناك عدة جوانب وعوامل مختلفة في النشأة والتطور والتحولات التي شهدتها الحركة الصهيونية.
من جانب ديني ، كانت هناك عدة عناصر مهمة ترتبط باليهودية والتاريخ اليهودي والعهد الاصطلاحي بين الله واليهود. ومن هذه العناصر :
– الوعد الإلهي لليهود بعودتهم إلى الأرض الموعودة ، التي وردت في العديد من النصوص المقدسة لليهودية ، بما في ذلك التوراة والأنبياء والكتب المقدسة الأخرى. وقد استشهد الصهاينة بالوعد الإلهي هذا كمبرر لطموحهم لإقامة دولة يهودية في فلسطين.
– الطموح الديني للحفاظ على الهوية اليهودية ، وحماية الثقافة والتقاليد اليهودية من الاندثار في دول أخرى. ورغم أن اليهودية لها تواجد واضح في العديد من البلدان حول العالم ، إلا أن تأثير الحركة الصهيونية يمكن القول بأنه كان قويًا جدًا في تحفيز هذا الطموح.
– الحاجة إلى ملجأ آمن لليهود من الاضطهاد والتمييز الذي تعرضوا له في دول أوروبا وغيرها خلال القرون الماضية. ويرى البعض أن هذا الاندفاع كان أُحد أسباب تسرع وتيرة نمو الحركة الصهيونية.
بالإضافة إلى الجوانب الدينية ، كانت الحركة الصهيونية ترتبط بعوامل سياسية واجتماعية واقتصادية أخرى ، مثل النفوذ القومي الأوروبي وانتشار الثورات الوطنية والاستعمار الأوروبي وعناصر الاقتصاد الرأسمالي. وكان آمال اليهود بقاء تكوين دولة يهودية في فلسطين يساعدهم في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لهم. يجدر الإشارة إلى أن الحركة الصهيونية تطورت وتغيرت مع مرور الزمن ، ولذا فإن العوامل التي دفعت الحركة قد تكون تغيرت وتطورت على مدى العقود الماضية.