لا يوجد براكين نشطة في الأردن، إذ أنها تقع في منطقة منزوية عن حزام النار العالمي ولا توجد بها نشاطات بركانية تذكر. ومع ذلك، فإن الأردن يعتبر بلداً غنياً بالآثار البركانية، حيث يمكن العثور على آثار لبراكين قديمة في عدد من المناطق الجغرافية في البلاد.
تعتبر البراكين من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة وإعجاباً في العالم، حيث تمثل قوة الطبيعة في أبهى صورها. لكن عندما نتحدث عن البراكين في الأردن، يتبادر إلى الأذهان سؤال حول ما إذا كانت هناك براكين نشطة في هذه المنطقة. ورغم أن الأردن لا يعرف بالبراكين النشطة على غرار ما نراه في أماكن أخرى من العالم مثل إندونيسيا أو إيطاليا، إلا أن هناك بعض الجوانب الجيولوجية المثيرة للاهتمام التي تستحق البحث والاستكشاف.
البنية الجيولوجية للأردن
يقع الأردن في منطقة الشرق الأوسط، حيث تلتقي الصفائح التكتونية الأفريقية والعربية. هذا التقاء الصفائح يشكل جزءاً من نظام الصدوع الكبير المعروف باسم الصدع العظيم أو صدع البحر الأحمر، والذي يمتد من جنوب تركيا عبر البحر الأحمر وصولاً إلى شرق إفريقيا. يتسبب هذا الصدع في النشاط الجيولوجي والزلازل، وهو المسؤول عن تكوين جبال البحر الأحمر ومنطقة وادي الأردن.
النشاط البركاني في الأردن
من حيث النشاط البركاني، يمكن تقسيم الأردن إلى منطقتين جيولوجيتين رئيسيتين: منطقة شمال الأردن ومنطقة جنوب الأردن.
شمال الأردن
في شمال الأردن، وخاصة في منطقة جبل العرب (الذي يمتد بين جنوب سوريا وشمال الأردن)، توجد بعض الآثار التي تدل على النشاط البركاني القديم. جبل العرب يحتوي على براكين خامدة تشكلت خلال الفترات الجيولوجية القديمة، وخاصة في عصر الميوسين والبليوسين. البركان المعروف باسم “تل الحصن” في الأردن يعتبر جزءاً من هذه السلسلة البركانية.
جنوب الأردن
أما في جنوب الأردن، في منطقة وادي رم والعقبة، فإن النشاط البركاني القديم واضح بشكل أكبر. منطقة وادي رم، التي تعرف بتضاريسها الفريدة وصخورها الحمراء، تحتوي على مجموعة من التكوينات البركانية القديمة. الصخور البازلتية في هذه المنطقة تدل على نشاط بركاني حدث قبل ملايين السنين.
البراكين الخاملة
رغم أن الأردن لا يحتوي على براكين نشطة بالمعنى الحديث للكلمة، إلا أن البراكين الخاملة والآثار البركانية القديمة تلعب دوراً في تشكيل التضاريس الطبيعية للأردن. كما أن هذه البراكين الخاملة لا تزال تشكل جزءاً من النشاط الجيولوجي للمنطقة، وتعتبر مصدراً محتملاً للزلازل.
دور البراكين في تشكيل التضاريس
تلعب البراكين دوراً كبيراً في تشكيل التضاريس الجبلية والوديان في الأردن. فالتضاريس البركانية في جبل العرب ووادي رم تقدم نماذج رائعة لتضاريس الحمم البازلتية والرماد البركاني. كما أن هذه التضاريس توفر بيئة فريدة من نوعها لدراسة الجيولوجيا والنشاط البركاني.
البراكين وعلاقتها بالزلازل
تعتبر الزلازل جزءاً لا يتجزأ من النشاط البركاني، ورغم أن الأردن لا يعاني من براكين نشطة، إلا أن وجود الصدع الكبير يجعله عرضة للزلازل. التفاعلات بين الصفائح التكتونية يمكن أن تؤدي إلى نشاط زلزالي قد يكون له علاقة بالنشاط البركاني القديم في المنطقة.
النشاط البركاني المحتمل
رغم أن الأدلة تشير إلى أن النشاط البركاني في الأردن قد انتهى منذ ملايين السنين، إلا أن العلماء لا يستبعدون إمكانية وجود نشاط بركاني في المستقبل. يعتمد ذلك على التغيرات التكتونية في المنطقة، والتي قد تؤدي إلى إعادة تنشيط بعض المناطق البركانية القديمة.
الخاتمة
في النهاية، يمكن القول إن الأردن يحتوي على بعض من البراكين الخاملة والآثار البركانية القديمة، والتي تشكل جزءاً مهماً من تضاريسه الطبيعية. ورغم عدم وجود براكين نشطة حالياً، إلا أن النشاط التكتوني في المنطقة يشير إلى أن الأردن كان في وقت من الأوقات منطقة نشطة بركانياً. هذا النشاط البركاني القديم لا يزال يترك بصماته على التضاريس الطبيعية للأردن، ويشكل جزءاً من تاريخ الأرض الجيولوجي الذي يستحق الدراسة والاهتمام.