رواية “ما قاله كازانوفا لي: رواية” للكاتبة سوان سوزان هي عملٌ مدهش يتناول فترتين زمنيتين مختلفتين، وتتقاطع حكاية امرأتين شابتين، ويوميات مفقودة لأسطورة الحب الأخير للكازانوفا الشهير. تدور أحداث الرواية في عام 1797، حيث يعود كازانوفا المسن إلى مدينة البندقية متنكرًا للهروب من السلطات. هناك يلتقي بـ “أسكد فور آدمز”، ابنة شقيق الرئيس الأمريكي جون آدمز، التي ترافق والدها في مهمة تجارية، وذلك في وقت يغزو فيه جيش نابليون المدينة، مما يُلقي بها في حالة من الفوضى. يقنع كازانوفا “أسكد فور” بترك مستقبلها كزوجة لمزارع يانكي والانضمام إليه في مغامرة خطيرة عبر اليونان ما بعد البيزنطية إلى إسطنبول، والتي تسجل تفاصيلها الدقيقة في يوميات سفرها – حتى تنتهي السرد فجأة.
وبعد مرور مائتي عام، تأتي هذه اليوميات إلى يد “لوس آدمز”، النسيبة في القرن الواحد والعشرين لـ “أسكد فور”، وهي أرشيفية شابة خجولة تعاني من فقدان والدتها. وأثناء رحلتها إلى خدمة تذكارية لوالدتها في كريت، برفقة عشيق والدتها، ومكلفة بتسليم رسائل ثمينة من قبل كازانوفا إلى مكتبة البندقية، تتأثر بسحر المغامرين الاثنين وتصمم على معرفة ما حدث لهما. ومع تداخل قصتيهما، يتأثر كلتا الفتاتين بروح كازانوفا، الذي تشع نيران حياته وروحه السخية إمكانية في كل مكان يذهب إليه. وفي النهاية، تكتشف “لوس” مصير ليس فقط لـ “أسكد فور” بل لوالدتها أيضًا، وتجد نفسها حرة بما تعلمته عن السفر والاندماج بالذات والخسارة والقبول، وبالطبع الحب.
هذه الرواية تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن والمكان، مع تشكيل شخصيات معقدة وحبكة مثيرة مليئة بالغموض والرومانسية. تجسد الرواية استكشافًا لمفهوم الهوية والبحث عن الذات، وتسلط الضوء على قوة الروح البشرية في مواجهة التحديات والمصاعب. تقدم “ما قاله كازانوفا لي: رواية” تجربة قراءة ممتعة ومثيرة تترك أثرًا عميقًا في قلوب القراء.