ما المقصود بقول النبي ﷺ ” ثم يكون علقة مثل ذلك… “؟

معنى يكون هنا : أي ( يصير ) ، ومعناه أن يكون بتلك الصفة مدة الأربعين ، ثم ينقلب إلى الصفة التي تليها ، أو يصيرها شيئـًا فشيئـًا إلى أن تشتد فتصير مضغة  . 

والدليل على ذلك : ما ذكره حُذيفة بن أُسيد رضي ﷲ عنه قال : قال النبي ﷺ : ” إذا مر بالنطفة إثنتان وأربعين ليلة ، بعث ﷲ إليها مَلَكـًا ، فصورها ، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ، ثم قال : يارب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك ، ثم يقول : يارب رزقه ؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك،ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص ” _ رواه مسلم _ .

ويستفاد من الحديث : أن النبي ﷺ حدد بما علمه ربه سبحانه أن أجهزة الجنين تبدأ في الظهور بعد ( 42 ) يومـًا ، أي في الأسبوع السادس . 

وممن تكلم في هذا الشأن من العلماء : كثير منهم : ابن القيم الجوزية في كتابه ( التبيان في أقسام القرآن ) و ( طريق الهحرتين ) و كءلك بن حجر العسقلاني في فتح الباري .

وللجمع بين الحديثين المذكورين ،  حديث بن مسعود وحديث حذيفة : 

فيمكن القول أن حديث حذيفة جاء لبيان بدء التصوير في الجنين بعد ثنتين وأربعين ليلة أو يومـًا ، وأما حديث ابن مسعود جاء لبيان متى ينفخ فيه الروح ،  وأن ذلك يكون بعد الأربعين الثالثة .