“ما الخطأ في كانساس؟ كيف فاز الحاضرون في قلب أمريكا” هو كتاب يلقي المؤلف توماس فرانك نظرة على ما يصفه بـ “الانتفاضة الكبرى” – الثورة الشعبية ضد النظام المفترض الليبرالي. يُعتبر الكتاب استفاقة للغضب العام بسبب كل شيء بدءًا من عرض العلم بشكل غير صحيح إلى الفن غير المسيحي، حيث حققت الانتفاضة التحالف الأكثر غير طبيعي، جمع بين العمال الأمريكيين في المناطق الصناعية بالميدويست ومصالح رجال الأعمال في وول ستريت، العمال وأرباب العمل، الشعبويين واليمينيين.
بطرح سؤال “ما الخطأ في كانساس؟” – كيف تحول مكان مشهور بتياره الراديكالي ليكون بين أكثر الجماهير استعداداً للاستجابة للخرافات الانتفاضية في البلاد – يسعى فرانك، الذي ينحدر من كانساس وكان محافظًا في وقت ما، للإجابة على بعض الألغاز الأمريكية الأساسية: لماذا يصوت الكثيرون من الأمريكيين ضد مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية؟ أين الغضب من سرقة الشركات؟ لماذا تؤرق الإساءات الخيالية لوصايا العشرة البعض أكثر من احتمال انخفاض الأجور أو السلطة الاحتكارية أو تدمير نمط حياتهم بالكامل؟
يجيب فرانك على هذه الأسئلة من خلال دراسة الثورة اليمينية في ولايته الأم، مكانًا أثار مؤخرًا انتباه العالم بسبب اشتباكاته الغير متوقعة حول الإجهاض والمثلية الجنسية. في كانساس، كما هو الحال في الكثير من وسط أمريكا، يجد فرانك أن خاسرو المجتمع أكثر ارتباطًا بأجندة الحزب الجمهوري من الفائزين في المجتمع. فعمال المسالخ ذوي الأجور المنخفضة وبلداتها الزراعية الصغيرة القاحلة اليوم يتفوقون بشكل كبير على المليونيرات العقارية ومدراء الاتصالات الناجحين في الولاية في التفاني لبرنامج سياسي يمكن أن ينتهي بضررهم فقط.
“ما الخطأ في كانساس؟” يعتبر لوحة لبلد مقلوب رأسًا على عقب، حيث يتردد الوطنيون ذوو الألبسة الزرقاء على النشيد الوطني بينما يضيقون حظوظ حياتهم؛ حيث يصوت المزارعون الصغار لنظام اقتصادي سيضعهم في نهاية المطاف خارج الأرض؛ وحيث يتمكن مجموعة من الأشباه الأخوة والمحامين ورؤساء الشركات من إقناع العالم بأنها تتحدث نيابة عن الشعب العام.