يتحدث القرآن الكريم عن الزهد بشكل شامل، إذ يعتبر الزهد من القيم الروحية العالية المرغوبة في الإسلام والتي تعين على الاقتراب من الله تعالى وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، وهذا ما يتضح من مجموعة من الآيات والأحاديث من بينها:
– قال الله تعالى: “إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ ۚ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ”، وهذا يشير إلى أنّ الحياة الدنيا، وما فيها من مال ومتع، ليست الغاية الأسمى للإنسان، وإنما هي وسيلة للوصول إلى الأهداف الحقيقية والمرتبطة بالآخرة.
– قال الله تعالى: “وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”، وهذه الآية تدعو الإنسان إلى الاستفادة من الوقت الذي قد أمضاه في الحياة، وإلى تحقيق الفائدة الكبرى منه بالعمل بالصالحات، وإيمان بالله والتواصي بالحق والصبر وهذا يعتبر زهداً في الدنيا المترفة.
– قال الله تعالى: “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ”، وهذه الآية تشير إلى مفهوم الزهد في الدنيا، حيث أنّ الإنسان يعيش الدنيا في ضوء مفهوم الآخرة الأعلى، وبالتركيز على الأهداف الدائمة والتي تحقّق السعادة في الحياة والآخرة، وهو ما يسمح بالوصول إلى التبسيط في تفكيره وسلوكه، وتحقيق أعلى درجات الرضا والاستقرار في الحياة المدنية، وتخليه عن الكثير من المتع العابرة والاستجابة لأمر الله تعالى دائماً.
و يجمع القرآن على ان الزهد يعتبر طريق لإيمان الشخص بالله وخضوعه له، وهو عامل أساسي في الحياة الإنسانية والعالمية.