ماذا يعرف فيسبوك عنك؟

ماذا يعرف فيسبوك عنك؟ وهل يجب عليك حذفه أم تعطيله؟

في الوقت الذي أصبح فيه فيسبوك جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الناس حول العالم، من الطبيعي أن يتساءل المستخدمون عن كمية المعلومات التي يجمعها هذا الموقع عنهم. فيسبوك هو أحد أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم، ولا يقتصر تأثيره على الأفراد فقط بل يمتد إلى الشركات والمجتمعات والدول. ورغم أن فيسبوك يعد وسيلة للتواصل والترفيه، فإن هناك العديد من المخاوف بشأن حماية الخصوصية وكيفية استخدام المعلومات الشخصية التي يتم جمعها.

من خلال هذا المقال، سنستعرض ما يعرفه فيسبوك عنك بناءً على أنشطتك داخل المنصة، وكيفية التأثير المحتمل لهذا الكم من البيانات الشخصية. كما سنناقش الخيارات المتاحة أمامك: هل يجب عليك حذفه أم تعطيله؟

1. ما الذي يعرفه فيسبوك عنك؟

منذ اللحظة التي تقوم فيها بإنشاء حساب على فيسبوك، يبدأ الموقع في جمع المعلومات عنك. هذه المعلومات تتنوع بين البيانات التي تشاركها طوعًا وبين تلك التي يجمعها في الخلفية أثناء تصفحك للمحتوى داخل التطبيق. فيما يلي بعض النقاط التي تشرح مدى تعقيد البيانات التي يجمعها فيسبوك:

أ. البيانات الشخصية

عند التسجيل في فيسبوك، يطلب منك تقديم بيانات أساسية مثل اسمك، تاريخ ميلادك، عنوان بريدك الإلكتروني، وموقعك الجغرافي، وقد تقوم بإضافة مزيد من التفاصيل مثل حالتك الاجتماعية، اهتماماتك، أماكن عملك، وتاريخك الدراسي.

ب. سجل الأنشطة والمشاركات

كل شيء تقوم به على فيسبوك يُسجل ويُخزن. هذا يشمل الإعجابات، التعليقات، المنشورات، والأشخاص الذين تتفاعل معهم بشكل متكرر. وكلما زادت الأنشطة التي تقوم بها على المنصة، زادت قدرة فيسبوك على تكوين صورة دقيقة عن اهتماماتك وسلوكك الشخصي.

ج. التتبع خارج فيسبوك

من خلال “أداة تتبع النشاط”، يستطيع فيسبوك جمع البيانات حول المواقع التي تزورها خارج التطبيق باستخدام أدواته مثل “Facebook Pixel”. إذا كنت قد زرت مواقع ويب تحتوي على هذا الكود، فسيتم تتبع نشاطك، حتى لو لم تكن قد تفاعلت مع فيسبوك بشكل مباشر.

د. المعلومات التي يتم جمعها من أصدقائك

حتى إذا كنت تحرص على عدم مشاركة تفاصيل كثيرة على حسابك الشخصي، فالأشخاص الذين تتفاعل معهم يمكنهم أن يكشفوا عنك الكثير من المعلومات. فعلى سبيل المثال، إذا قمت بوضع تعليق على منشور أحد أصدقائك أو تم الإشارة إليك في صورة، فسيتم استخدام تلك المعلومات ضمن سجلات فيسبوك عنك.

هـ. الإعلانات الموجهة والمحتوى المخصص

من خلال تتبع تفضيلاتك، اهتمامك، والمحتوى الذي تستهلكه على فيسبوك، يقوم النظام بإظهار الإعلانات التي تناسبك بناءً على أنشطتك السابقة. هذا يسمح للمعلنين بإنشاء حملات إعلانية مستهدفة بفعالية أكبر، والتي قد تكون على صلة مباشرة بما تبحث عنه على الإنترنت أو بما تهتم به.

2. لماذا يجب أن تهتم بما يعرفه فيسبوك عنك؟

تتمثل أبرز الأسباب التي تجعل معرفة كمية المعلومات التي يجمعها فيسبوك عنك أمرًا مهمًا في تأثير ذلك على خصوصيتك وأمانك الشخصي. ومع تزايد القلق حول الأمان السيبراني واستخدام البيانات الشخصية، قد تشعر بأن لديك الحق في تحديد مدى نشر هذه المعلومات.

أ. احتمالية الاستغلال

فيسبوك لا يقتصر على كونه منصة تواصل اجتماعي فحسب؛ بل هو أيضًا منبر تجاري. قد يتم بيع بياناتك الشخصية لشركات أخرى أو استخدامها لأغراض تجارية. رغم أن فيسبوك يؤكد أنه يولي اهتمامًا كبيرًا بحماية خصوصية المستخدمين، إلا أن العديد من الحالات التي تم فيها تسريب البيانات (مثل فضيحة كامبريدج أناليتيكا) تثير القلق حول كيفية التعامل مع تلك البيانات.

ب. التأثير على حياتك اليومية

من خلال جمع بيانات دقيقة عنك، يمكن لفيسبوك التأثير بشكل غير مباشر على آرائك وقراراتك اليومية. على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر الإعلانات الموجهة والمحتوى المخصص الذي يعرضه فيسبوك على اختياراتك الشرائية أو السياسية.

ج. خطر التلاعب

بسبب حجم البيانات التي يمتلكها فيسبوك، قد يتعرض المستخدمون للتلاعب العاطفي أو النفسي، سواء من خلال الإعلانات السياسية أو التأثيرات الخفية على قراراتهم. تزايد القلق بشأن استخدام هذه البيانات في التأثير على الانتخابات أو الأحداث العالمية له آثار بعيدة المدى على المجتمع.

3. هل يجب عليك حذف حسابك أم تعطيله؟

إذا كنت قلقًا بشأن كمية البيانات التي يجمعها فيسبوك عنك، هناك عدة خيارات أمامك للتعامل مع هذا الوضع.

أ. حذف الحساب

حذف حساب فيسبوك يعني أنك ستتخلى عن جميع المعلومات المخزنة المتعلقة بحسابك، بما في ذلك أي بيانات تم جمعها من تفاعلاتك على المنصة. إلا أن هذه الخطوة تتطلب منك أن تكون مستعدًا للابتعاد عن جميع خدمات فيسبوك (مثل Instagram و WhatsApp، حيث تتشارك المنصات هذه البيانات) بشكل نهائي.

إليك بعض الفوائد والمساوئ لحذف الحساب:

• الفوائد: حماية الخصوصية بشكل كامل، عدم تلقي إعلانات مستهدفة، القدرة على الابتعاد عن التأثيرات السلبية للمنصة.
• المساوئ: خسارة الوصول إلى شبكة أصدقائك وعائلتك على فيسبوك، فقدان الوصول إلى الذكريات والمحتوى الذي قمت بمشاركته أو حفظه على المنصة.

ب. تعطيل الحساب

إذا لم تكن مستعدًا لحذف حسابك بالكامل، يمكنك تعطيله مؤقتًا. هذه خطوة تعني أن بياناتك الشخصية ستظل محفوظة في فيسبوك، لكن لا يمكنك الوصول إلى الحساب أو التفاعل مع المحتوى حتى تقوم بإعادة تفعيله. يعد هذا الخيار جيدًا للأشخاص الذين يريدون أخذ استراحة من فيسبوك لكن دون فقدان المحتوى أو البيانات المتعلقة بحسابهم.

ج. ضبط إعدادات الخصوصية

بدلاً من حذف الحساب أو تعطيله، يمكن لك أيضًا ضبط إعدادات الخصوصية في فيسبوك. يسمح لك فيسبوك بتحديد من يمكنه رؤية منشوراتك، من يمكنه التواصل معك، وكذلك تقييد التطبيقات التي يمكنها الوصول إلى بياناتك. من خلال ضبط هذه الإعدادات بشكل صارم، يمكنك تقليل كمية المعلومات التي يتم جمعها عنك.

4. الخلاصة

فيسبوك، بما يمتلكه من أدوات قوية لجمع البيانات وتحليلها، يعرف الكثير عنك أكثر مما قد تتوقع. من خلال تتبع تفاعلاتك على المنصة وتحليل اهتماماتك، يقوم الموقع بتكوين صورة دقيقة جدًا عنك. ومع تزايد الاهتمام بقضايا الخصوصية، يواجه العديد من المستخدمين تساؤلات حول ما إذا كانوا يجب أن يحذفوا حساباتهم أو يعطلونها.

إذا كنت تشعر بالقلق بشأن خصوصيتك، فيمكنك إما تعطيل حسابك لفترة معينة أو ضبط إعدادات الخصوصية لتقليل كمية البيانات التي يتم جمعها عنك. وفي النهاية، يبقى الخيار النهائي في يدك: هل ترغب في الاستمرار في استخدام المنصة مع جميع المزايا والعيوب المرتبطة بها، أم أنك تفضل الابتعاد عنها تمامًا للحفاظ على خصوصيتك؟