ما عليك فعله بعد تسريحك من عملك
إنَّ فقدان الوظيفة يمكن أن يكون تجربة صادمة ومحفوفة بالتحديات النفسية والعاطفية. مع مرور الوقت، يتعلم العديد من الأشخاص كيفية التعامل مع هذا التغيير الكبير في حياتهم، ويحولونه إلى فرصة للنمو الشخصي والمهنية. في هذا المقال، سنتناول الخطوات العملية والنفسية التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع التسريح من عملك، وتحويل هذه اللحظة إلى بداية جديدة.
1. تقبّل المشاعر الأولية
عند تسريحك من عملك، من الطبيعي أن تشعر بمشاعر متعددة مثل الغضب، الحزن، القلق، أو حتى الشعور بالفشل. هذه المشاعر جزء من عملية التكيف مع التغيير، وهي تمثل ردود فعل طبيعية تجاه المواقف التي لا يمكن التنبؤ بها.
لماذا يعتبر تقبل المشاعر خطوة مهمة؟
إنَّ رفض هذه المشاعر أو محاولة قمعها قد يؤدي إلى تفاقم التوتر والقلق. من الأفضل أن تعطي نفسك الوقت والمساحة للشعور بما تمر به. تحدث مع أصدقائك أو أفراد عائلتك حول مشاعرك، وإذا لزم الأمر، استعن بمعالج نفسي للتعامل مع الآثار العاطفية لهذا التغيير.
2. تحديد أسباب التسريح
من المهم أن تكون لديك فكرة واضحة حول سبب تسريحك من العمل. في بعض الحالات، قد يكون القرار خارجًا عن إرادتك، مثل الأزمات الاقتصادية أو إعادة هيكلة الشركات. ولكن في حالات أخرى، قد يكون هناك نقاط تحتاج إلى تحسين في أدائك المهني أو طريقة تعاملك مع الزملاء.
كيف تساعد هذه الخطوة في المستقبل؟
إدراك السبب الحقيقي وراء التسريح يمكن أن يساعدك في التحسين من مهاراتك أو تصحيح الأخطاء التي قد تؤثر على فرصك في الحصول على وظيفة جديدة. إذا كنت غير متأكد من السبب، لا تتردد في طلب ملاحظات بناءة من مديرك السابق.
3. وضع خطة مالية قصيرة الأمد
أحد أكبر المخاوف بعد فقدان الوظيفة هو الوضع المالي. قد تكون هذه فترة ضبابية، ولكن من الضروري أن تتخذ خطوات سريعة للتعامل مع الأمور المالية.
الخطوات المالية الأولية:
- تقييم الأوضاع المالية: قم بحساب مدخراتك وأي مصادر دخل أخرى قد تكون لديك.
- تقليص النفقات: حاول تقليص النفقات غير الضرورية والابتعاد عن أي مصاريف ترفيهية.
- التخطيط للمستقبل: إذا كنت مؤهلاً للحصول على إعانات البطالة، فبادر بتقديم الطلب في أقرب وقت.
4. تحديث سيرتك الذاتية ومهاراتك
بعد تسريحك من العمل، يجب أن تكون سيرتك الذاتية أول ما يتم تحديثه. أضف أحدث إنجازاتك، المهارات التي اكتسبتها، والمشاريع التي عملت عليها في وظيفتك السابقة.
نصائح لتحديث سيرتك الذاتية:
- إضافة الإنجازات: ركز على الإنجازات التي حققتها في عملك السابق بدلاً من مجرد سرد مهامك اليومية.
- تعزيز المهارات: إذا كانت لديك مهارات جديدة اكتسبتها من الدورات التدريبية أو المشاريع التي قمت بها، أضفها إلى السيرة الذاتية.
- تحديث ملفك على لينكد إن: لا تنسى تحديث حسابك على لينكد إن لتكون جاهزًا لاستقبال العروض المهنية.
5. البحث عن فرص عمل جديدة
على الرغم من أن هذه المرحلة قد تكون محبطة، إلا أن البحث عن وظيفة جديدة يجب أن يكون ضمن أولوياتك. خصص وقتًا يوميًا للبحث عن وظائف، وتأكد من أنك لا تقتصر على نوع واحد من الفرص فقط.
نصائح للبحث عن وظائف:
- استخدم منصات البحث عن عمل: مثل لينكد إن، بيت.كوم، و Indeed.
- شبكاتك المهنية: تواصل مع أصدقائك وزملائك السابقين، فربما يعرفون عن فرص عمل جديدة.
- كن مرنًا: حاول البحث عن وظائف في مجالات أخرى قد تكون مهتمًا بها أو قد تحتاج إلى مهارات يمكن اكتسابها بسهولة.
6. استغلال الوقت بشكل إيجابي
في الوقت الذي تبحث فيه عن وظيفة جديدة، قد يكون لديك مساحة أكبر للتفكير في حياتك المهنية والشخصية. هذه فترة جيدة لإعادة تقييم أهدافك وطموحاتك.
كيف تستغل هذا الوقت؟
- تعلم مهارات جديدة: يمكن أن تكون الدورات التدريبية عبر الإنترنت فرصة لتعلم مهارات إضافية قد تفتح لك أبوابًا جديدة.
- الاستثمار في الصحة النفسية والجسدية: استخدم هذا الوقت لممارسة الرياضة، التأمل، أو أي نشاط يعزز من رفاهيتك النفسية والجسدية.
- التطوع: يمكنك أيضًا استخدام وقتك في العمل التطوعي، مما يتيح لك الفرصة لتطوير مهاراتك وزيادة شبكة علاقاتك.
7. الحفاظ على الإيجابية والمثابرة
قد تشعر بالإحباط في بعض الأحيان، ولكن من المهم أن تحافظ على موقف إيجابي. التحديات جزء من الحياة، ولا يعني فقدان الوظيفة أن الحياة قد توقفت. يجب أن تعلم أن الفرص الجديدة قد تكون بانتظارك في مكان آخر.
كيف تبقى إيجابيًا؟
- الاحتفاظ بروتين يومي: حافظ على روتين منتظم خلال فترة البحث عن عمل، سواء كان ذلك في الاستيقاظ المبكر، ممارسة التمارين الرياضية، أو تخصيص وقت للتعلم.
- تذكر أهدافك: حدد أهدافك المهنية والشخصية. ركز على ما تحب القيام به وكيف يمكنك الاستفادة من هذه الفرصة لبناء مستقبل أفضل.
8. التفكير في تغيير المسار المهني
إذا كانت الوظيفة السابقة لا تتماشى مع طموحاتك أو رغباتك، فقد تكون هذه فرصة لإعادة التفكير في مسارك المهني. يمكن أن تكون هذه اللحظة هي الوقت المناسب لاستكشاف مجالات أخرى قد تكون أكثر إشباعًا وملائمة لمهاراتك.
كيف تبدأ في تغيير مسارك المهني؟
- استكشاف مجالات جديدة: حاول البحث عن صناعات أو وظائف جديدة قد تكون مثيرة للاهتمام.
- الدورات التدريبية والشهادات: إذا كنت بحاجة إلى اكتساب مهارات جديدة، ابحث عن دورات تدريبية عبر الإنترنت في المجالات التي تهمك.
9. التواصل مع مستشار مهني
إذا كنت تشعر بالحيرة أو لا تعرف من أين تبدأ، قد يكون من المفيد التحدث إلى مستشار مهني. هؤلاء المحترفون يمكنهم مساعدتك في تحديد نقاط قوتك، مهاراتك، والتوجه إلى المجالات التي قد تكون أكثر ملاءمة.
10. الصبر والتواصل المستمر
أخيرًا، تذكر أن عملية البحث عن وظيفة قد تستغرق وقتًا. قد تمر بفترات من القلق والتوتر، ولكن من المهم أن تكون صبورًا. في أثناء ذلك، استمر في التواصل مع الأشخاص في مجال عملك وتوسيع دائرة علاقاتك المهنية.
أهمية الصبر:
من المهم أن تدرك أن البحث عن وظيفة جديدة ليس مجرد بحث عن وظيفة أخرى، بل هو رحلة نحو العثور على بيئة عمل تتناسب مع طموحاتك وتطلعاتك.
الخلاصة
على الرغم من أن تسريحك من عملك يمثل مرحلة صعبة في حياتك، إلا أن هناك الكثير من الفرص التي يمكن أن تفتح أمامك إذا اتبعت هذه الخطوات. من خلال تقبل مشاعرك، تحديث مهاراتك، وإعادة التفكير في أهدافك المهنية، يمكنك تحويل هذه التجربة إلى نقطة انطلاق نحو مستقبل مهني أكثر إشراقًا.