تعتبر هذه المجموعة الشاملة لأعمال مؤتمر المنهجية الإسلامية والعلوم السلوكية والتربوية، الذي نظمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع شعبة علم النفس بجامعة الخرطوم في عام 1407هـ/1987م، منجزًا بارزًا في ميدان البحث والتفكير الإسلامي. يتضمن هذا المجلد الثري أعمال الباحثين والعلماء الأربعين الذين ساهموا في المؤتمر، حيث تمحورت المناقشات حول ثلاثة محاور رئيسية تمثلت في المعرفة والمنهجية، منهجية العلوم الإسلامية، وقضايا منهجية العلوم التربوية والنفسية.
المحور الأول، الذي تناولته الأبحاث العشر التي تمثل الجزء الأول من الكتاب، ركز على الرؤية الإسلامية للمعرفة والمنهجية، واستعرضت بحوثه تفاصيل هامة حول فهم الإسلام للمعرفة والمنهج والفكر والتعريب. النقاشات التي جرت خلال المؤتمر والتي تم تسجيلها وإعادة تحريرها أضفت بعمق إلى هذا الجزء، مما يمنح القارئ تجربة فريدة لمشاركة حية في أحداث المؤتمر.
المحور الثاني، الذي جاء في الجزء الثاني من المجلد، استعرض أبحاثاً تتعلق بمنهجية العلوم الإسلامية، مما يسلط الضوء على الجوانب الفلسفية والمنهجية المتبعة في هذا المجال الحيوي. بينما جاء المحور الثالث، الذي أشرف عليه الجزء الثالث من المجلد، ليسلط الضوء على قضايا منهجية العلوم التربوية والنفسية، مع توصيات المؤتمر وكلمات الختام التي أضفت الختم الرسمي لهذا الحدث الفكري الرائد.
تشكل هذه البحوث والدراسات إسهاماً هاماً في مدرسة “إسلامية المعرفة”، حيث تعبّر عن مرحلة تاريخية من التفكير والتعامل مع قضية “إسلامية المعرفة”. يُعتبر رصد تطور هذه القضايا الفكرية والثقافية جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الفكري الإسلامي ذاته، ويبرز الأهمية الوطنية لعملية “التأصيل الإسلامي للمعرفة” في السودان، حيث تسعى الجامعات والمؤسسات بكل جهودها لتحقيق وإنجاز هذه القضية الوطنية.