في مقدمة هذا الكتاب الرائع الذي يحمل عنوان “القرآن الكريم من التنزيل إلى التدوين”، نجد أن مركز دراسة المخطوطات الإسلامية بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي نظم مؤتمرًا دوليًا ذا أهمية كبيرة، وذلك في نوفمبر 2017 في إسطنبول. كان هذا المؤتمر فرصة لجمع حفنة من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية والكوديكولوجيا العربية، حيث تم تسليط الضوء على جوانب متعددة تتعلق بالقرآن الكريم وتطوره منذ التنزيل الأول إلى التدوين الحديث.
مؤسسة الفرقان اختارت تنظيم هذا المؤتمر بهدف التعريف بالمصاحف المخطوطة، مبرزة أهميتها الكبيرة وضرورة فهرستها ورقمنتها، وكيف يمكن إتاحتها للباحثين لدراستها والاستفادة منها. كما تم التطرق إلى متابعة المشاريع الغربية ذات الصلة بالمصاحف المخطوطة، مما يعكس التفاعل والتبادل الثقافي بين العالمين العربي والغربي في مجال الدراسات القرآنية.
تجلى التنظيم العلمي للمؤتمر في تقديم 712 صفحة من المحتوى الغني، حيث استعرض الباحثون المشاركون تحليلاتهم وابتكاراتهم في سياق مواضيع متنوعة. يتعمق الكتاب في الأسس العلمية والتاريخية للقرآن الكريم، ويسلط الضوء على أهم الجوانب التي اهتم بها الباحثون في المؤتمر.
دار الكتب العلمية قد قامت بنشر هذا العمل الرائع، وقدمت غلافًا فنيًا يعكس الأهمية العظيمة للكتاب ويجذب القارئ إلى استكشاف محتواه. يُعد هذا الكتاب جزءًا لا يتجزأ من تراث الكتب الإسلامية، ويتيح للقراء فرصة استكشاف عمق التاريخ والعلم الذي يحيط بالقرآن الكريم، وهو موارد مهمة للباحثين وطلاب العلم الذين يسعون لفهم جذور وتطور القرآن الكريم منذ اللحظة التي تم فيها التنزيل الأول حتى الوقت الحاضر.