مؤتمر الدار البيضاء، الذي عُقد في الفترة الممتدة من 14 إلى 24 يناير 1943، يعد واحدًا من الأحداث الرئيسية في تاريخ الحرب العالمية الثانية. وقد شكل هذا المؤتمر نقطة تحول استراتيجية حاسمة في الحرب، إذ تم خلاله مناقشة العديد من القضايا الهامة التي تتعلق بمجريات الصراع.
تمتعت الدورة الثانية لمؤتمر الدار البيضاء بمشاركة كبار الزعماء الحلفاء، حيث حضر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، فرانكلين ديلانو روزفلت، ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، إلى جانب قادة فرنسا والإمبراطورية البريطانية. ومن بين النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر كانت تحديد الاستراتيجية العسكرية المشتركة للحلفاء، وبالأخص العمليات العسكرية في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
أحد النتائج الرئيسية لمؤتمر الدار البيضاء هو اتفاق الحلفاء على الاستمرار في الحرب حتى القضاء على النازية والفاشية، دون التوصل إلى أي صفقات أو تسويات مبكرة مع ألمانيا النازية. كما تم التأكيد خلال المؤتمر على ضرورة تنسيق الجهود بين الحلفاء في مختلف الجبهات، بما في ذلك الجبهة الشرقية ضد القوات الألمانية.
علاوة على ذلك، تم خلال المؤتمر التوصل إلى اتفاق على الاستراتيجية العامة لتحرير أفريقيا الشمالية من السيطرة الإيطالية والألمانية، والتي كانت واحدة من الأهداف الرئيسية للحلفاء في ذلك الوقت. وفي هذا السياق، تمت الموافقة على إطلاق حملة عسكرية لتحرير شمال إفريقيا، بما في ذلك الجزائر وتونس.
مؤتمر الدار البيضاء يعد بمثابة نقطة تحول في تاريخ الحرب العالمية الثانية، حيث ساهم في توحيد الجهود الحلفاء وتحديد الاستراتيجيات العسكرية الرئيسية التي أدت في النهاية إلى هزيمة المحور وانتصار الحلفاء في الصراع العالمي.