في مؤتمر إيباك لعام 2004، تستمر منظمة إيباك بتأكيد دورها كرائدة في صفوف منظمات اللوبي الصهيوني الناشطة في الولايات المتحدة الأميركية. تسعى هذه المنظمة، بفعالية لافتة، إلى توجيه السياسات الأميركية الخارجية نحو صالح الكيان الصهيوني، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو العسكري، وغيرها من المجالات. يأتي هذا الكتاب كمحور مركزي للمداولات والأبحاث المنوعة التي أشرفت عليها إيباك خلال مؤتمرها السنوي الأخير.
تتناول هذه النقاشات والأبحاث العديد من القضايا والتحديات التي تواجه الأمة وشعوبها، حيث تكشف بشكل واضح وشاف عن أهداف وتوجهات الحلف الأمريكي-الإسرائيلي، الذي يعتبر معاداً للأمم والشعوب، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يقاوم بشجاعة الاحتلال الصهيوني.
تتسم الوقائع السياسية والأمنية في فلسطين والعراق في هذه المرحلة بأهمية خاصة، حيث تعزز الحقيقة الواضحة أن المواجهة مع “إسرائيل” لا تقتصر على صراع محدد، بل تمتد لتشمل العلاقة الوثيقة بينها وبين الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، يبرز أن اختلاف الرؤساء أو الإدارات الأميركية لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على هذه العلاقة القائمة، حيث تواصل “إسرائيل” وأميركا توجيه حربهما المفتوحة ضد دول وشعوب مقهورة.
تسعى منظمة إيباك بتصاعد للتأكيد على أن التحديات الراهنة لا تقتصر فقط على الميدان السياسي، بل تمتد أيضاً إلى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. تتناول المنظمة بجدية قضايا مثل مكافحة الإرهاب ونشر الديموقراطية، والتي تمثل واجهات للمعركة الكبرى التي تخوضها من أجل ترسيخ تأثيرها في عقول وآراء الرأي العام العالمي.
“مؤتمر إيباك 2004” يأتي كمصدر مهم وشامل يقدم رؤى استراتيجية وتحليلات عميقة حول التحديات التي تواجه الأمة والعالم، وذلك من خلال عدسة منظمة إيباك التي تتسم بالنشاط والتفاني في خدمة أهدافها. يتيح الكتاب فهماً أكبر للتفاعلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحدث على الساحة الدولية، ويشكل مرجعاً ثرياً للباحثين والمهتمين بالشؤون الدولية والسياسة الإقليمية.