في كتاب “مؤامرة الجهل: فشل المدارس العامة الأمريكية” للكاتب مارتن إل. جروس، يُسلط الضوء على أزمة تعليمية طاحنة تواجه الولايات المتحدة الأمريكية في عصر المعرفة العالمي. في هذا العصر، ينبغي أن لا يثير شيء قلق الآباء الأمريكيين وقادتهم أكثر من فشل مدارسنا العامة. ففي زمن تصبح فيه التعليم الجيد للشباب العملة الدولية الحقيقية، تكون هذه السلعة – للأسف – في نقص شديد.
تتخلف أطفال المدارس الأمريكية بشكل كبير عن زملائهم في معظم دول العالم المتقدم، حيث جاءوا في المرتبة التاسعة عشر من بين 21 دولة في مسابقة رياضيات حديثة. وعلى الامتحانات المحلية، يقرأ ما يقرب من أربعين في المائة منهم على مستويات “أسفل الأساسية”.
في هذه الدراسة الصريحة، الاستفزازية، والشاملة لنظام المدارس العامة، من الروضة إلى المدرسة الثانوية، يتهم الكاتب الأكثر مبيعًا مارتن إل. جروس بأن مؤسسة التعليم قد رعت مؤامرة من الجهل تروج وتدافع عن معايير تدريس وتعلم أدنى تهدف إلى الحفاظ على احتكارها لمدارسنا العامة. الحكم بالإدانة قد صدر: إن مهنة التعليم فشلت في إنتاج معلمين مؤهلين، معاقبة الطلاب في 45 مليون مدرسة عامة. المشكلة هي أن المؤسسة – من مجموعة ضيقة من المعلمين والمديرين والمشرفين وأساتذة التربية، إلى المفوضين الولاية للتعليم – تختار في الغالب مرشحين للتدريس دون الكفاءة الأكاديمية، وتتجاهل المبادئ المجربة مرة تلو الأخرى، وتدربهم في مفاهيم مشكوك فيها مثل “علم النفس التربوي” وطريقة “اللغة الكاملة” في القراءة التي تتجاهل القواعد النحوية والإملائية السليمة.
وفي سلسلة من الكشفيات المثيرة، يصف السيد جروس كيف يتعلم المعلم النموذجي القليل إضافة إلى ما يتعلمه الخريج من كلية مجتمع لمدة سنتين فقط؛ كيف يحصل الطالب المتجه نحو الكلية على درجة أعلى بخمسين نقطة في امتحانات SAT من معظم معلميه؛ كيف أقلّ غالبية المعلمين المدربين في تخصصاتهم بالمقارنة مع الخريجين الجامعيين في نفس المجال؛ وكيف يؤدي المعلمون “غير المدربين” في المدارس الخاصة والعامة بشكل أفضل من خريجي المؤسسة.
لم تفلح الحلول المعتادة – من المساعدات الفيدرالية إلى تقليل حجم الفصول – في التخفيف من هذه المشاكل لأنها لا تحاول التحدي للسيطرة القائمة لمؤسسة التعليم. في بيان اتهام قوي، يظهر السيد جروس كيف تحافظ مهنة التدريس، بمساعدة نقاباتها، على دورة ذاتية التكرار من الأداء المنخفض، ويقدم وصفة مفصلة خاصة به للتغيير الذي سيعزز التعليم العام إلى المستوى الذي يحتاجه ويستحقه أطفالنا – والمجتمع بأسره.
“مؤامرة الجهل” هو حجة واضحة ومقنعة استنادًا إلى ثروة من البحث يطرح الأسئلة التي يخشى معظم مراقبي التعليم من طرحها. إنه كتاب مطلوب بشدة لضمان أن لدى أطفال المدارس الأمريكية فرصة للازدهار كمواطنين متعلمين وإنتاجيين في عصرنا الحالي.