لِيلِيتَّا (Liletta): دواء تحديد النسل وأثره على الصحة العامة
تعتبر وسائل تحديد النسل من أهم ابتكارات الطب الحديث التي ساعدت ملايين النساء حول العالم في تنظيم حياتهن الصحية والاجتماعية. من بين هذه الوسائل، تبرز وسائل منع الحمل التي يتم إدخالها داخل الرحم، مثل جهاز لِيلِيتَّا (Liletta) وهو جهاز تناسلي يعمل على منع الحمل من خلال الإفراز المستمر لهرمون البروجستين في الرحم. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل عن جهاز لِيلِيتَّا، آلية عمله، تجربته من قبل المرضى، فعاليته، وتاريخه المعتمد من قبل الهيئات الطبية.
ما هو جهاز لِيلِيتَّا (Liletta)؟
جهاز لِيلِيتَّا هو جهاز داخل الرحم يحتوي على هرمون البروجستين (Levonorgestrel) والذي يتم تحريره ببطء داخل الرحم طوال فترة استخدامه. يتم إدخال الجهاز عن طريق الطبيب المختص حيث يضعه داخل الرحم، ويتوفر جهاز لِيلِيتَّا في حجم صغير يناسب البنية التشريحية للرحم. يعتبر جهاز لِيلِيتَّا من وسائل تحديد النسل الفعّالة ويستمر تأثيره لفترة تتراوح من 3 إلى 6 سنوات، وفقاً للترخيص الممنوح له.
آلية عمل جهاز لِيلِيتَّا
يعمل جهاز لِيلِيتَّا بشكل رئيسي عن طريق إطلاق هرمون البروجستين داخل الرحم. هذا الهرمون يؤدي إلى عدة تأثيرات بيولوجية في الجسم تمنع الحمل، أهمها:
- تغيير المخاط العنقي: يزيد جهاز لِيلِيتَّا من كثافة المخاط في عنق الرحم، مما يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
- إيقاف عملية الإباضة: في بعض الحالات، يمكن أن يثبط الجهاز عملية الإباضة مما يمنع تحرير البويضة من المبيض.
- تغيير بطانة الرحم: يعمل الجهاز على ترقيق بطانة الرحم بحيث تصبح غير مناسبة لاستقبال البويضة المخصبة.
تاريخ موافقة جهاز لِيلِيتَّا
تمت الموافقة على جهاز لِيلِيتَّا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 26 نوفمبر 2016. منذ ذلك الحين، أصبح الجهاز جزءًا مهمًا من خيارات منع الحمل، خاصة للنساء اللاتي يفضلن الوسائل طويلة المدى التي لا تتطلب تذكيرًا يوميًا أو شهريًا.
مراجعات المرضى لجهاز لِيلِيتَّا
تختلف تجارب المرضى مع جهاز لِيلِيتَّا بشكل كبير. بعض النساء يجدن أنه خيار مناسب ويحقق فاعلية عالية، بينما يعاني آخرون من آثار جانبية غير مرغوب فيها. أحد المرضى، الذي خاض تجربة استخدام الجهاز في عام 2016، ذكر في تقييمه الشخصي:
“لقد كان لدي جهاز ميرينا في عام 2011 بسبب الانتباذ البطاني الرحمي، والذي كان يتفاقم بسبب الإستروجين، لذا كانت الوسيلة الوحيدة المتاحة في ذلك الوقت هي استخدام جهاز داخل الرحم. لم أواجه أي مشاكل على الإطلاق؛ لا زيادة في الوزن أو مشاكل في البشرة. على الرغم من هذه التجربة الناجحة، انتهت فترة الخمس سنوات مع جهاز ميرينا. في يوليو 2016، نصحني الطبيب بتجربة جهاز لِيلِيتَّا. كان ذلك خطأ كبيرًا! لقد اكتسبت حوالي 30 رطلاً، رغم أنني أمارس الرياضة وأراقب طعامي وأفعل كل شيء يمكنني فعله لفقدان الوزن، لكنني ما زلت أكتسب الوزن! الآن لدي ارتجاع حمضي شديد بسبب ذلك! كما أن بشرتي أصبحت أسوأ مما كانت عليه في فترة المراهقة! لم يكن الأمر بهذا السوء حتى في مرحلة المراهقة! ناهيك عن التقلصات المستمرة! يجب أن أزيله في أقرب وقت ممكن!”
الآثار الجانبية لجهاز لِيلِيتَّا
كما يظهر في المراجعة السابقة، قد يواجه بعض النساء آثارًا جانبية غير مرغوب فيها عند استخدام جهاز لِيلِيتَّا. من أبرز هذه الآثار:
- زيادة الوزن: من الشكاوى المتكررة التي تُذكر في تقييمات المرضى هي زيادة الوزن بشكل غير مبرر. على الرغم من أن جهاز لِيلِيتَّا لا يُسبب بالضرورة زيادة الوزن في جميع النساء، إلا أن بعض المستخدمين يعانون من احتباس السوائل أو تغييرات في التمثيل الغذائي تؤدي إلى زيادة الوزن.
- مشاكل جلدية: العديد من المرضى أشاروا إلى زيادة حب الشباب أو ظهور مشاكل جلدية أخرى بعد استخدام الجهاز. قد يكون ذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية التي يحدثها جهاز لِيلِيتَّا.
- الارتجاع الحمضي: هناك تقارير من بعض المرضى عن زيادة في أعراض ارتجاع المريء أو الحموضة، التي قد تكون مرتبطة باستخدام جهاز لِيلِيتَّا.
- التقلصات: كما هو الحال مع العديد من وسائل منع الحمل الأخرى، يمكن أن يعاني البعض من تقلصات وألم في أسفل البطن بعد إدخال الجهاز.
الفعالية والتقييم العام
وفقًا للمراجعات التي قدمها المستخدمون، يحصل جهاز لِيلِيتَّا على تقييم متوسط للفعالية، حيث بلغت التقييمات الإجمالية 5 من 10. هذا يشير إلى أن الجهاز يعمل بشكل جيد بالنسبة لبعض النساء، ولكن ليس لجميعهن. يتم وصفه عادة في حالات معينة حيث يوصي الطبيب باستخدامه كوسيلة مناسبة لمكافحة الحمل غير المرغوب فيه.
الفعالية المرتبطة بجهاز لِيلِيتَّا في منع الحمل تُعد عالية، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة الفشل في منع الحمل مع الاستخدام السليم للجهاز لا تتجاوز 0.2% في السنة، مما يجعله من وسائل منع الحمل الأكثر فعالية.
عدد مرات وصف جهاز لِيلِيتَّا
وفقًا للإحصاءات، تم وصف جهاز لِيلِيتَّا 3 مرات في قاعدة بيانات المعلومات الطبية المستخدمة في الدراسة. يعكس هذا العدد تزايد الاهتمام بجهاز لِيلِيتَّا من قبل الأطباء والمرضى، ولكنه في الوقت نفسه يشير إلى أن هناك نسبة من النساء قد لا يكن راضيات تمامًا عن تجربته.
الخلاصة
يعتبر جهاز لِيلِيتَّا وسيلة فعّالة وطويلة الأمد لمنع الحمل، ويعد خيارًا شائعًا للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة مريحة ومستقرة. ومع ذلك، من المهم أن تكون النساء على دراية بالآثار الجانبية المحتملة التي قد تحدث نتيجة لاستخدامه. ينبغي على كل امرأة أن تستشير طبيبها المختص لتقييم ما إذا كان هذا الجهاز مناسبًا لحالتها الصحية ونمط حياتها.
يجب أن تضع النساء في اعتبارهن أن تجاربهن قد تختلف، وأنه من المهم مراقبة الأعراض والآثار الجانبية عند استخدام هذا الجهاز.