في كتاب “لينكولن والرق” الذي كتبه بيتر بيرشارد، يتناول الكاتب تساؤلات هامة حول موقف الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن تجاه قضية العبودية وكيفية تصالحه مع الحلول المؤقتة المتعلقة بها. يثير الكتاب تساؤلات حول سبب موافقة لينكولن على التسويات المتعلقة بالرق، وكيف يمكن له أن يعتقد أن معظم الأمريكيين السود سيقبلون بالفصل الاختياري كوسيلة لتحقيق الحرية. يتساءل الكتاب أيضاً، على الرغم من نقائص لينكولن، لماذا اعتبر الزعيم الأمريكي الأسود فريدريك دوغلاس أن إنجازات الرئيس كانت أكثر تميزاً من تلك التي حققها آباء الأمة الأمريكية.
في سعيه لتقديم إجابات جزئية على هذه الأسئلة، يقدم “لينكولن والرق” نظرة جديدة وفريدة إلى موضوع غالباً ما يظل مظلمًا بفعل تضليل المعلومات. يرافقنا الكتاب في رحلة مع الشاب لينكولن حيث يبدي اهتمامه بالقانون ويصبح مشرعًا. وفي سلسلة من النقاشات مع خصمه السياسي ستيفن دوغلاس، نسمع لينكولن يجادل بقوة بأن الرق، إذا سُمح له بالانتشار، سيدمر الديمقراطية.
مع التركيز على سنوات لينكولن كرئيس، نراه يعمل على إصدار إعلان التحرير، الذي غير هدف الحرب الأهلية ورحب بالرجال السود إلى الخدمة العسكرية. نذهب معه إلى جيتيسبيرغ، حيث يعيد تأكيد “الاقتراح بأن جميع الناس خلقوا سواء”. نستمع إليه، بضعة أسابيع فقط قبل وفاته، وهو يعلن أن جيوش الاتحاد ستظل تقاتل “حتى يتم دفع كل قطرة دم تم رسمها بالسوط، بقطرة دم أخرى تم رسمها بالسيف.”
إن هذه هي قصة أمريكي عظيم، رجل كره الرق واعتبر، فوق كل شيء آخر، أن الديمقراطية هي أفضل أمل للبشرية – في زمنه وفي جميع السنوات القادمة. يتناول الكتاب هذه القضايا بأسلوب تاريخي رائع ويقدم نظرة عميقة على الشخصية والتفكير السياسي لأبراهام لينكولن.