استخدام ليليتا (Liletta) لمنع الحمل: تقييم فعاليته وتأثيراته
تُعد وسائل منع الحمل الهرمونية من الحلول الشائعة التي تتبناها العديد من النساء في جميع أنحاء العالم للحد من فرص الحمل غير المخطط له، ومن بين هذه الوسائل نجد اللولب الهرموني “ليلِيتا” (Liletta)، الذي تم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الأول من فبراير عام 2017. وفي هذا المقال، سوف نتناول تفاصيل استخدام هذا اللولب الهرموني لمنع الحمل، بما في ذلك تقييم فعاليته، آثاره الجانبية، وعدد المرات التي يتم فيها وصفه، استنادًا إلى آراء وتقييمات المرضى الذين استخدموه.
ما هو ليلِيتا (Liletta)؟
ليلِيتا هو جهاز لولبي يُزرع داخل الرحم ويعمل بشكل رئيسي على منع الحمل عن طريق إفراز هرمون “ليفونورجيستريل” (Levonorgestrel)، وهو هرمون صناعي ينتمي إلى فئة الهرمونات البروجيسترونية. يقوم اللولب الهرموني بإطلاق هذا الهرمون ببطء في الرحم، مما يساهم في عدة آليات تمنع الحمل. من هذه الآليات:
- تغيير طبيعة مخاط عنق الرحم: حيث يصبح أكثر كثافة وصعوبة، مما يمنع مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: بحيث يصبح الرحم غير ملائم لزراعة البويضة المخصبة.
- تثبيط الإباضة: حيث يُحتمل أن يمنع اللولب الهرموني إطلاق البويضة من المبيض.
تستمر فعالية هذا اللولب لمدة تصل إلى 3 سنوات، وفي حال تم استخدامه بشكل صحيح، يمكن أن يصل معدل فشله إلى أقل من 1% سنويًا، مما يجعله من بين أكثر وسائل منع الحمل فعالية.
التقييم الفعلي لليلِيتا من قبل المرضى
على الرغم من فعالية ليلِيتا العالية، إلا أن آراء المرضى حوله قد تتفاوت بناءً على تجربتهم الشخصية مع هذا اللولب الهرموني. نعرض لكم هنا أحد التقييمات الواقعية من مريضة قامت باستخدام ليلِيتا مؤخرًا، حيث تروي تجربتها الشخصية:
“لقد تم تركيب هذا اللولب في يوم الإثنين. لذا، أنا لم أستخدمه سوى ليوم واحد فقط. لدي طفل وأعاني أيضًا من مرض بطانة الرحم المهاجرة (الإندومتريوز). شعرت بألم خفيف أثناء التركيب، من 4 إلى 5 من أصل 10. بعد تركيب اللولب، مررت بالكثير من التقلصات والتشنجات الرحمية في اليوم التالي. وقالت لي طبيبتي إن هذا الجهاز سيساعد في تخفيف أعراض الإندومتريوز، وطبعًا سيمنع الحمل. اليوم الثاني مع اللولب، لا تزال التقلصات مستمرة ولكن بشكل متقطع. التقلصات تزداد سوءًا في المساء، ربما لأنني أبذل جهدًا في العمل طوال اليوم. التقلصات ليست شديدة لدرجة أنني لا أستطيع تحملها، إذ يمكن تخفيفها بسهولة بواسطة الإيبوبروفين. كما لاحظت نزيفًا خفيفًا رغم أنني لم أكن في فترة الدورة الشهرية أثناء تركيب اللولب. شعرت ببعض الانتفاخ، لكنه بدأ يخف تدريجيًا. بشكل عام، أوصي باستخدام هذا الجهاز.”
هذا التقييم يعطي لمحة جيدة عن بعض الآثار الجانبية المحتملة التي قد تواجهها النساء بعد تركيب اللولب الهرموني ليلِيتا، مثل الألم أثناء التركيب، التقلصات الرحمية، والانتفاخ. ولكن، من المهم ملاحظة أن هذه الآثار عادة ما تكون مؤقتة وتقل تدريجيًا بعد فترة من استخدام اللولب.
تأثيرات ليلِيتا على صحة المرأة
كما هو الحال مع معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، يمكن أن يصاحب استخدام ليلِيتا بعض الآثار الجانبية التي تختلف من امرأة إلى أخرى. أبرز هذه الآثار تشمل:
-
التقلصات الرحمية: وهي واحدة من الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا عند استخدام اللولب، خصوصًا بعد التركيب. التقلصات غالبًا ما تكون خفيفة إلى معتدلة، ويمكن تخفيفها باستخدام مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين.
-
النزيف أو التبقع: يعاني بعض النساء من نزيف خفيف أو تبقعات بين فترات الدورة الشهرية، خاصة في الأشهر الأولى من استخدام اللولب. هذا الأمر شائع ولا يشير بالضرورة إلى مشكلة خطيرة.
-
التغيرات في الدورة الشهرية: قد تلاحظ بعض النساء تغييرات في مدة أو غزارة الدورة الشهرية، حيث قد تصبح الدورة أخف أو تنقطع تمامًا بعد فترة من استخدام اللولب.
-
الشعور بالانتفاخ أو التورم: بعض النساء قد يشعرن بانتفاخ خفيف في منطقة البطن أو التورم، وهو أمر يزول عادة بعد فترة قصيرة من الاستخدام.
-
الألم أثناء التركيب: كما تم ذكره في التقييم، قد يشعر البعض بألم أو انزعاج أثناء تركيب اللولب. يتفاوت هذا الألم من امرأة إلى أخرى، ولكن بشكل عام، يمكن تحمله ويختفي بعد فترة قصيرة.
في المقابل، يُعد ليلِيتا خيارًا مناسبًا لكثير من النساء اللواتي يرغبن في وسائل منع حمل طويلة المدى وفعالة. كما أنه لا يتطلب التدخل اليومي من المستخدم، مما يجعل من السهل الحفاظ على فعاليته.
فعالية ليلِيتا في منع الحمل
أظهرت الدراسات أن فعالية ليلِيتا في منع الحمل تعد من بين الأعلى بين وسائل منع الحمل المتاحة. وفقًا للبيانات التي قدمتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يتمتع ليلِيتا بمعدل فشل أقل من 1% عند الاستخدام الصحيح، وهو ما يعني أن 99% من النساء اللواتي يستخدمن ليلِيتا بشكل صحيح لن يصبحن حوامل.
يُعتبر هذا المعدل أعلى بكثير مقارنة بالوسائل الأخرى مثل الحبوب المانعة للحمل، التي يمكن أن تؤدي إلى معدلات فشل أعلى إذا تم نسيان تناولها بشكل متكرر.
متى يتم وصف ليلِيتا؟
يتم وصف ليلِيتا للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. يمكن أن يُوصى به في حالات مختلفة، مثل:
- النساء اللواتي يعانين من مشكلات صحية قد تجعلهن غير قادرات على استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية الأخرى، مثل الحبوب.
- النساء اللواتي يفضلن وسيلة منع حمل طويلة الأمد دون الحاجة إلى تذكر تناول حبوب منع الحمل يوميًا.
- النساء اللاتي يعانين من مشاكل صحية أخرى مثل الإندومتريوز، حيث يساعد ليلِيتا في تخفيف الأعراض المتعلقة بهذا المرض.
القرار النهائي: هل ليلِيتا خيار مناسب لك؟
عند اتخاذ القرار باستخدام ليلِيتا كوسيلة لمنع الحمل، ينبغي على المرأة أن تأخذ بعين الاعتبار حالتها الصحية العامة وتاريخها الطبي. من المهم استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ القرار النهائي، حيث سيقوم بتقييم ما إذا كان هذا الخيار هو الأنسب بناءً على الحالة الصحية واحتياجات المرأة.
بناءً على تجارب العديد من النساء اللاتي استخدمن ليلِيتا، يبدو أن معظمهن يشعرن بالرضا عن فعاليته في منع الحمل، بالرغم من بعض الآثار الجانبية المؤقتة التي قد ترافق بداية استخدامه. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر ليلِيتا خيارًا مناسبًا لأولئك اللواتي يعانين من أمراض مثل الإندومتريوز ويرغبن في تخفيف الأعراض المصاحبة لذلك.
باختصار، يُعد ليلِيتا خيارًا فعالًا وآمنًا لمنع الحمل طويل الأمد، ويستحق التفكير الجاد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة موثوقة وفعالة في الوقاية من الحمل غير المخطط له.