الليفيتيراسيتام (Levetiracetam) هو دواء يستخدم بشكل رئيسي لعلاج مرض الصرع، حيث يعمل على السيطرة على النوبات المختلفة التي قد يعاني منها المصابون بهذا المرض. يتم تصنيعه تحت عدة أسماء تجارية، ويعتبر من الأدوية الأكثر استخداماً في علاج حالات الصرع التي تشمل النوبات التوترية الرمعية (التي تعرف بالنوبات الكبرى) والنوبات الجزئية. يُعرف دواء الليفيتيراسيتام أيضاً بالاسم التجاري “كيبرا” (Keppra)، والذي يعد من أكثر الأدوية شهرة في علاج الصرع لدى البالغين والأطفال على حد سواء.
كيفية عمل الدواء:
يعمل الليفيتيراسيتام على تثبيط النشاط الكهربائي المفرط في الدماغ الذي يسبب النوبات. يعتقد أن الدواء يؤثر على النقل العصبي في الدماغ من خلال تعديل عمل بعض المواد الكيميائية التي تتوسط التواصل بين الخلايا العصبية، مما يساعد في تقليل تكرار النوبات وتحسين التحكم في المرض. وعلى الرغم من فعاليته في الحد من النوبات، فإن الآلية الدقيقة التي يعمل بها لا تزال غير مفهومة تماماً.
داء الصرع وعلاج الليفيتيراسيتام:
الصرع هو اضطراب عصبي مزمن يتسبب في حدوث نوبات متكررة، وقد يكون تأثيره كبيراً على حياة الشخص المصاب. تختلف أنواع النوبات التي يمكن أن تصيب مرضى الصرع، ويمكن أن تشمل نوبات متوسطة إلى شديدة يمكن أن تؤثر على القدرة على العمل أو ممارسة الأنشطة اليومية مثل القيادة أو الدراسة. في هذه الحالات، يصبح التحكم في النوبات أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على نوعية الحياة.
يعد الليفيتيراسيتام خياراً شائعاً للأطباء في علاج الصرع بفضل فعاليته في منع النوبات المتنوعة. يتوفر الدواء عادة على شكل أقراص أو سائل يمكن تناوله عن طريق الفم.
تقييم المرضى للدواء:
تختلف التجارب التي يمر بها المرضى مع هذا الدواء، وقد لا يكون الجميع متفقاً على نفس الآراء حوله. على سبيل المثال، قالت إحدى المريضات التي تم تشخيصها بالصرع في سن الثالثة عشرة بسبب النوبات الكبرى المترافقة مع الدورة الشهرية: “تم وضعي على دواء كيبرا (250 ملغ مرتين في اليوم)، وأنا الآن في سن 21 عاماً وما زلت أتناوله. الدواء يتحكم في نوباتي، ولكنني أحياناً ما أواجه حالة من الأورا (الشعور بالنوبات قبل حدوثها). خلال السنوات الماضية، تعلمت كيفية التعامل مع الآثار الجانبية بشكل أفضل.”
وأضافت المريضة: “عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، توقفت عن تناول الدواء لمدة قصيرة لأرى إذا كنت سأشفى منه كما قال لي الطبيب. ولكن بعد ثلاثة أيام فقط من التوقف عن تناول الدواء، تعرضت لثلاث نوبات متتالية. لذا، منذ ذلك الوقت وأنا أتناول الدواء بشكل يومي، ما ساعدني في عيش حياة طبيعية، مثل القيادة والذهاب إلى المدرسة.”
الآثار الجانبية:
الليفيتيراسيتام، مثل العديد من الأدوية الأخرى، قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة للبعض. قد تشمل هذه الآثار الجانبية التغيرات المزاجية الشديدة، مثل العصبية والاكتئاب والتقلبات المزاجية السريعة. كما يمكن أن يشعر المرضى بالتعب الزائد والغضب السريع. ومع ذلك، تشير بعض المراجعات إلى أن التكيف مع هذه الآثار الجانبية يمكن أن يصبح أسهل مع مرور الوقت، حيث يمكن للمريض تعلم كيفية التعامل معها بشكل أفضل.
الآثار الجانبية الأخرى قد تشمل الدوخة، وفقدان الشهية، والأرق. وفي بعض الحالات النادرة، يمكن أن يعاني المرضى من آثار جانبية أكثر خطورة مثل الحساسية أو التورم في مناطق معينة من الجسم، مما يستدعي التوقف عن تناول الدواء واستشارة الطبيب.
فعالية الدواء:
على الرغم من الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة للبعض، فإن فعالية الليفيتيراسيتام في التحكم في نوبات الصرع تمثل ميزة رئيسية له. وفقاً للتقييم الذي قدمته المريضة، فإنها تعتبر الدواء فعالاً في التحكم في النوبات رغم أنها ما زالت تشعر بالأورا بين الحين والآخر. وقد أعطت فعالية الدواء درجة 6 من 10، مما يعكس أن الفوائد التي يقدمها الدواء تتوازن مع الآثار الجانبية التي قد يعاني منها بعض المرضى.
الموافقة على الدواء:
تمت الموافقة على الليفيتيراسيتام من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 30 يناير 2016، مما جعل الدواء متاحاً للاستخدام الطبي. وتعد هذه الموافقة بمثابة مؤشر على فاعلية وسلامة الدواء، بعد أن أثبت تجاربه السريرية قدرة كبيرة على تقليل حدوث النوبات دون التأثيرات الجانبية الشديدة التي قد تترافق مع بعض أدوية الصرع الأخرى.
التكرار في وصف الدواء:
تم وصف دواء الليفيتيراسيتام حوالي 20 مرة وفقاً للتقديرات المتاحة، وهو ما يوضح مدى اعتماده من قبل الأطباء كعلاج فعال للصرع. قد يتراوح عدد الوصفات التي يحصل عليها المريض بناءً على حالته الصحية ومدى استجابته للدواء.
التحديات والتكيف:
بالرغم من فعالية الدواء في التحكم بالنوبات، فإن بعض المرضى قد يواجهون تحديات في التكيف مع الآثار الجانبية النفسية والجسدية. تتطلب بعض الحالات متابعة مستمرة مع الطبيب لتعديل الجرعات أو لتقديم الدعم النفسي في حال وجود آثار جانبية مزعجة. لكن العديد من المرضى أشاروا إلى أنهم تمكنوا من التكيف مع هذه الآثار مع مرور الوقت، مما ساعدهم في الحفاظ على نوعية حياتهم وممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
الختام:
يعد الليفيتيراسيتام (Keppra) من الأدوية المهمة في مجال علاج الصرع، وهو يعتبر خياراً رئيسياً للكثير من المرضى الذين يعانون من النوبات التوترية الرمعية أو الجزئية. مع ذلك، لا يخلو من بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على المزاج والطاقة، لكن مع الدعم المناسب والتكيف مع العلاج، يمكن للعديد من المرضى أن يعيشوا حياة طبيعية نسبياً. يظل دور الطبيب في متابعة الحالة وتقديم الدعم النفسي والطبي أمراً بالغ الأهمية لضمان فعالية العلاج وتحقيق أفضل النتائج للمريض.