الليفونورجيستريل: وسيلة فعّالة لمنع الحمل مع بعض التأثيرات الجانبية
يُعد اللفونورجيستريل من الوسائل الأكثر شيوعاً وفعالية في منع الحمل، سواء كان عن طريق الحبوب أو من خلال الجهاز داخل الرحم (IUD)، الذي يتم زرعه في الرحم ليعطي حماية طويلة الأمد ضد الحمل. يتميز هذا المركب الكيميائي بقدرته على منع الحمل عن طريق إعاقة عملية الإباضة وزيادة سماكة المخاط في عنق الرحم، مما يعيق مرور الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم.
في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا الدواء بشكل شامل من حيث فعاليته، آثاره الجانبية، مراجعات المرضى، وطريقة استخدامه.
كيف يعمل اللفونورجيستريل؟
اللفونورجيستريل هو هرمون صناعي يُستخدم في تنظيم الحمل، ويعتبر نوعاً من وسائل منع الحمل الهرمونية. عند استخدامه في شكل جهاز داخل الرحم، يقوم بتدعيم جدار الرحم بالهرمونات التي تقلل من احتمالية حدوث الحمل. يعمل هذا الهرمون من خلال ثلاث آليات رئيسية:
- منع الإباضة: حيث يمنع الجسم من إطلاق البويضة من المبيض.
- زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم: مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية اختراق الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: مما يجعل من الصعب على البويضة المخصبة أن تنغرس في جدار الرحم.
آلية الاستخدام
يتم إدخال اللفونورجيستريل في شكل جهاز داخل الرحم، ويتم زرعه بواسطة طبيب متخصص. يمكن أن تبقى هذه الوسيلة في الرحم لمدة تصل إلى خمس سنوات، لكنها قد تتطلب استبدالها بعد هذه الفترة. يمكن أن تستخدم النساء التي يبحثن عن وسيلة طويلة الأمد لمنع الحمل هذا الخيار بديلاً عن الحبوب اليومية.
فعالية اللفونورجيستريل
تعتبر فعالية اللفونورجيستريل في منع الحمل مرتفعة جداً. عند استخدامه بشكل صحيح وضمن الفترات المحددة، تصل فعاليته إلى حوالي 99%. أي أنه من بين كل 100 امرأة تستخدم هذه الوسيلة، هناك امرأة واحدة قد تحدث لها حمل غير مرغوب فيه خلال العام الأول من استخدام الوسيلة.
تُعتبر هذه النسبة من الفعالية من بين الأعلى مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى مثل الحبوب أو الواقيات الذكرية، ولكن من المهم أن يتم متابعة الطبيب بانتظام للتأكد من أن الجهاز في مكانه الصحيح وأنه لا يعاني من أي مشاكل.
التجربة الشخصية للمريضة:
نذكر في هذه الفقرة تجربة إحدى السيدات مع جهاز اللفونورجيستريل، التي قامت بإدخال الجهاز داخل الرحم قبل حوالي شهر، حيث شاركت رأيها حول التأثيرات المختلفة التي شعرت بها:
“لقد مر شهر منذ أن تم إدخال هذا الجهاز داخل الرحم، وفعلاً أرى أن الفوائد الجسدية تتفوق على الآثار العاطفية. بالطبع، تحدث بعض التقلصات المفاجئة بين الحين والآخر، لكنني أستطيع أن أشعر أنني في فترة الحيض رغم أنني لا ألاحظ أي نزيف. لا يوجد نزيف فعلي، ولكنني ألاحظ أن الرغبة الجنسية لديّ قد انخفضت بشكل كبير، وأشعر بقلق زائد. ما زلت متوترة بشأن الخيوط التي يتم إدخالها مع الجهاز، ولكن يمكن أن تتداخل مع جدار المهبل، لذا لا داعي للذعر إذا لم تتمكني من العثور عليها. سأحتاج إلى فحص طبي قريباً، ولكن في الوقت الحالي، أنا بخير.”
مراجعة المريضة هذه توضح بعض الآثار الجانبية المحتملة التي قد يمر بها المستخدمون لهذا الجهاز، مثل الألم العرضي وفقدان الرغبة الجنسية، وهي أمور شائعة يمكن أن تواجهها بعض النساء في البداية.
آثار جانبية محتملة
على الرغم من الفعالية العالية لجهاز اللفونورجيستريل، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تواجهها النساء عند استخدامه. قد لا تكون هذه الآثار شائعة لدى جميع النساء، لكنها تظل جزءًا من التجربة العلاجية لهذا الدواء.
من بين الآثار الجانبية المحتملة:
- التقلصات: قد تعاني بعض النساء من تشنجات أو آلام في أسفل البطن بعد إدخال الجهاز، والتي قد تستمر لفترة قصيرة.
- التغيرات في الدورة الشهرية: قد تلاحظ بعض النساء توقفًا في الدورة الشهرية تمامًا أو حدوث نزيف غير منتظم، خاصة في الأشهر الأولى بعد إدخال الجهاز.
- انخفاض الرغبة الجنسية: كما أشار المريض في المراجعة، قد يؤدي اللفونورجيستريل إلى انخفاض في الرغبة الجنسية لدى بعض النساء.
- مشاكل نفسية مثل القلق أو الاكتئاب: قد تشعر بعض النساء بالقلق أو الاضطراب العاطفي عند استخدام هذه الوسيلة، كما في التجربة التي تم ذكرها.
- التهابات المهبل أو عنق الرحم: بعض النساء قد يعانين من التهابات مهبلية خفيفة أو عدوى في منطقة عنق الرحم.
مع ذلك، ليس من الضروري أن يعاني جميع مستخدمي هذا الجهاز من هذه الآثار الجانبية، ولكن من المهم أن يتم متابعة الحالة الصحية مع الطبيب في حال حدوث أي مشاكل غير متوقعة.
التقييم الفعّالي:
عند تقييم فعالية جهاز اللفونورجيستريل، تشير العديد من الدراسات إلى أنه أحد أكثر وسائل منع الحمل فعالية. حيث يحصل الجهاز على تقييم إيجابي من قبل العديد من المستخدمين نظراً لفعاليته العالية وقلة الحاجة إلى الصيانة أو المتابعة المستمرة. معدل فعاليته يصل إلى 99%، وهو ما يعني أنه من الوسائل التي يمكن الوثوق بها لمنع الحمل.
من خلال مراجعة المريض المشار إليها، حصل الجهاز على تقييم 8 من 10 من حيث الفعالية. وهذا يشير إلى أن معظم التجارب كانت إيجابية، ولكن لم تخلُ من بعض الأعراض الجانبية الطفيفة مثل التقلصات أو انخفاض الرغبة الجنسية.
الموافقة والموافقة التنظيمية
تمت الموافقة على جهاز اللفونورجيستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 22 فبراير 2016، مما يضمن أنه قد خضع للعديد من الدراسات السريرية التي أثبتت سلامته وفعاليته في منع الحمل. كما أنه يتم وصفه من قبل الأطباء لآلاف النساء حول العالم كل عام.
عدد الوصفات الطبية:
تتفاوت عدد الوصفات الطبية لجهاز اللفونورجيستريل حسب المنطقة والأطباء، ولكن في المتوسط يتم وصفه لأكثر من 4 مرات سنوياً، خاصة في الدول التي تتيح الوصول إلى وسائل منع الحمل الحديثة.
الخاتمة
يعتبر اللفونورجيستريل خيارًا ممتازًا للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. رغم بعض الآثار الجانبية التي قد تحدث، مثل التقلصات أو التغيرات في الرغبة الجنسية، فإن فعاليته العالية وسهولة استخدامه تجعله خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين. من المهم أن تتحدث النساء مع أطبائهن حول تجربتهن الخاصة واحتياجاتهن الصحية قبل اتخاذ القرار باستخدام هذه الوسيلة.
إذا كنت تفكرين في استخدام جهاز اللفونورجيستريل، تأكدي من إجراء فحص دوري والتحدث مع طبيبك حول أي مخاوف قد تكون لديك.