ليفونورجيستريل (Mirena) كوسيلة لمنع الحمل: الاستخدام، الفعالية، التجربة والتقييم
تعد وسيلة منع الحمل باستخدام الهرمونات من بين الخيارات الشائعة التي تلجأ إليها العديد من النساء في مختلف أنحاء العالم، ومن بين هذه الوسائل يأتي جهاز ميرينا (Mirena)، الذي يحتوي على الهرمون الاصطناعي ليفونورجيستريل، وهو نوع من وسائل منع الحمل التي تعتمد على الإفراج المستمر عن الهرمونات مباشرة في الرحم. وهو جهاز يُزرع داخل الرحم ليعمل على منع الحمل بطريقة فعّالة ومريحة للعديد من النساء. في هذا المقال، سوف نستعرض كيف يعمل هذا الجهاز، تجربة المرضى الذين استخدموه، فعاليته، وتاريخ موافقة الهيئة الصحية الأمريكية (FDA) عليه.
آلية عمل جهاز ميرينا (Levonorgestrel)
جهاز ميرينا هو جهاز داخل الرحم (IUD) يحتوي على هرمون ليفونورجيستريل، الذي يُفرز ببطء داخل الرحم لتوفير تأثير طويل الأمد في منع الحمل. يعمل هذا الهرمون بعدة طرق أساسية لضمان منع الحمل:
- تغيير مخاط عنق الرحم: يقوم ليفونورجيستريل بتكثيف مخاط عنق الرحم، مما يجعل مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم أمرًا صعبًا، وبالتالي يمنعها من الوصول إلى البويضة.
- تثبيط الإباضة: في بعض الحالات، يمكن أن يمنع ليفونورجيستريل المبايض من إطلاق البويضات، وهو ما يحد من فرص حدوث الحمل.
- تغيير بطانة الرحم: إذا تم تخصيب البويضة، فإن ليفونورجيستريل يعمل على جعل بطانة الرحم غير مواتية لزرع البويضة، مما يمنع حدوث الحمل.
وبفضل هذه الآلية المتكاملة، يعتبر جهاز ميرينا من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تصل فعاليته إلى أكثر من 99% في حال تم استخدامه بشكل صحيح.
موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)
تمت الموافقة على جهاز ميرينا من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 26 إبريل 2012. منذ ذلك الحين، أصبح هذا الجهاز أحد الخيارات الأساسية لملايين النساء حول العالم، حيث أظهرت الدراسات السريرية فعاليته العالية في الوقاية من الحمل مع تقليل حدوث الآثار الجانبية المعتادة التي قد ترافق وسائل منع الحمل الأخرى.
التجربة الشخصية لمريضة مع جهاز ميرينا
تتمثل إحدى التجارب الشخصية لفتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، حيث أجرت عملية تركيب جهاز ميرينا في أحد المراكز الصحية. حسبما ذكرت الفتاة في تقييمها، استغرقت عملية الإدخال حوالي 4-5 دقائق فقط. وعلى الرغم من أن التجربة كانت مؤلمة في البداية، إلا أنها وصفت الألم بأنه غير غير محتمل، حيث قالت أنها لم تكن قد جربت سابقًا أي شيء يدخل أو يخرج من عنق الرحم سوى الدورة الشهرية. كانت هناك بعض التشنجات بعد الإدخال، ولكن بفضل تناول إيبوبروفين، تمكنت من النوم فور وصولها إلى المنزل. وعندما استيقظت، اختفى الألم تمامًا. أكدت الفتاة أنها مرت بتجربة غير مريحة لكنها كانت سريعة وسهلة في النهاية.
تقييم الفعالية: وفقًا لهذه التجربة الشخصية، قامت الفتاة بتقييم فعالية جهاز ميرينا بـ 6 من 10، وهي درجة متوسطة، حيث أن الفعالية تتأثر بالعديد من العوامل مثل نوع الجسم والهرمونات التي تتفاعل معها.
الآثار الجانبية والراحة العامة
مثل أي جهاز داخلي آخر يحتوي على هرمونات، قد يعاني بعض النساء من بعض الآثار الجانبية بعد تركيب جهاز ميرينا. على الرغم من أن جهاز ميرينا يعتبر من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، إلا أن بعض النساء قد يعانين من مشاكل مؤقتة مثل:
- النزيف غير المنتظم أو بقع دموية خلال الأشهر الأولى من الاستخدام.
- التغيرات في الدورة الشهرية حيث قد تقل أو تختفي الدورة الشهرية لدى بعض النساء.
- التقلصات والتشنجات في بداية الاستخدام.
ومع ذلك، فإن غالبية هذه الآثار تكون مؤقتة وتختفي مع مرور الوقت، بعد التكيف مع الجهاز داخل الرحم.
معدل وصف الدواء
وفقًا للبيانات المتوفرة، تم وصف جهاز ميرينا لمريضة واحدة فقط في تجربة هذه الفتاة، ولكن بشكل عام، يُعتبر جهاز ميرينا من الخيارات الشائعة التي يصفها الأطباء للنساء اللاتي يبحثن عن وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل. نظرًا لفعاليته وطول مدة استخدامه (حيث يمكن استخدامه لمدة تصل إلى 5 سنوات)، فإنه يُعد من الخيارات التي يفضلها العديد من النساء اللاتي يسعين إلى تجنب الحمل غير المرغوب فيه لفترات طويلة.
الفعالية والراحة مقارنةً بالخيارات الأخرى
يمتاز جهاز ميرينا عن غيره من وسائل منع الحمل مثل الحبوب والواقيات الذكرية من حيث كونه طويل الأمد ويعتمد على مبدأ التحرر المستمر للهرمونات داخل الرحم. ذلك يعني أنه لا داعي للتذكر اليومي كما هو الحال مع الحبوب، مما يتيح للنساء راحة البال وفعالية أفضل.
علاوة على ذلك، مقارنة بالواقيات الذكرية، يُعتبر جهاز ميرينا خيارًا أكثر فاعلية، حيث يُمنع الحمل بنسبة 99.8%. كما أنه لا يؤثر على النشاط الجنسي بشكل مباشر، على عكس الحبوب التي قد تكون لها آثار جانبية تؤثر على الرغبة الجنسية.
خاتمة
جهاز ميرينا، الذي يحتوي على هرمون ليفونورجيستريل، يمثل خيارًا قويًا وفعّالًا لمنع الحمل للعديد من النساء حول العالم. يتيح هذا الجهاز راحة طويلة الأمد بدون الحاجة للتذكر اليومي أو الخوف من فشل الوسيلة. على الرغم من بعض الآثار الجانبية المؤقتة التي قد تواجهها بعض النساء، إلا أن جهاز ميرينا يعد من أكثر وسائل منع الحمل أمانًا وفعالية في فئته.
تجربة الفتاة ذات الـ 17 عامًا التي قمتُ بسردها في هذا المقال تُظهر جانبًا حقيقيًا من التجربة الشخصية لاستخدام هذا الجهاز، وتسلط الضوء على الأبعاد الإنسانية والصحية لهذه الوسيلة. وبالرغم من أن التقييم العام للفعالية جاء 6 من 10، إلا أن الفعالية المرتفعة والراحة التي توفرها هذه الوسيلة تجعلانها خيارًا جيدًا بالنسبة للعديد من النساء.
إن استخدام جهاز ميرينا يتطلب دائمًا استشارة طبية مسبقة، لذا يُنصح دائمًا بالتحدث مع الطبيب المختص قبل اتخاذ قرار بشأن اختيار وسيلة منع الحمل الأنسب.