ليفونورجيستريل (Levonorgestrel) لمنع الحمل: تقييم المرضى وفعاليته
يعتبر ليفونورجيستريل من الأدوية الشائعة التي تستخدم كوسيلة لمنع الحمل، وهو هرمون صناعي ينتمي إلى فئة البروجيستيرون، ويعمل بشكل رئيسي على منع التبويض وتغيير قوام مخاط عنق الرحم ليصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة. يستخدم ليفونورجيستريل في عدة أشكال، أبرزها في جهاز داخل الرحم (IUD) مثل جهاز “سكايلا” الذي يستخدم كوسيلة فعّالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. في هذا المقال، سنستعرض فعالية هذا الدواء، وتقييم بعض المرضى الذين استخدموه، كما سنلقي نظرة على بعض جوانب استخدامه وما يترتب عليه من آثار جانبية قد تؤثر على قرار النساء في استخدامه.
تركيب ليفونورجيستريل وآلية عمله
ليفونورجيستريل هو هرمون صناعي يعمل على محاكاة تأثيرات هرمون البروجسترون في الجسم. عند استخدامه كجهاز داخل الرحم (IUD)، فإنه يفرز كمية ثابتة من الهرمون في الرحم بشكل مستمر. يعمل هذا الهرمون على:
- منع التبويض: أي أن المبيض لا يطلق بويضة يمكن تخصيبها.
- زيادة سماكة مخاط عنق الرحم: مما يصعب مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: بحيث تصبح غير ملائمة لاستقبال البويضة المخصبة.
هذه التأثيرات تجعل ليفونورجيستريل من وسائل منع الحمل الفعّالة، وقد يستمر تأثيره لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، حسب نوع الجهاز المستخدم.
فعالية ليفونورجيستريل
بشكل عام، يُعتبر جهاز سكايلا، الذي يحتوي على ليفونورجيستريل، من وسائل منع الحمل عالية الفعالية. تشير الدراسات إلى أن معدل الفشل في هذا النوع من وسائل منع الحمل لا يتجاوز 0.2%، مما يعني أنه جهاز موثوق للغاية للنساء اللواتي يرغبن في تجنب الحمل لفترات طويلة.
ومع ذلك، فإن فعالية هذا العلاج قد تختلف بين النساء بناءً على عدة عوامل مثل الصحة العامة، العمر، وجود مشاكل صحية معينة، أو التفاعل مع أدوية أخرى قد تؤثر على امتصاص الهرمون.
تجارب المرضى مع ليفونورجيستريل
تتفاوت تجارب النساء مع جهاز سكايلا بشكل كبير. بينما يجد بعضهن أن الجهاز حلّ فعّال ومريح لمنع الحمل، يشكو البعض الآخر من بعض الآثار الجانبية والمضاعفات التي قد تحدث بعد التركيب.
تجربة أحد المرضى مع سكايلا:
أوردت إحدى السيدات التي استخدمت جهاز سكايلا تجربتها بشكل مفصل، قائلة:
“لقد قمت بتركيب سكايلا قبل 7 أشهر. كانت تجربة الإدخال مؤلمة للغاية، وتعتبر أسوأ ألم مررت به في حياتي. بكيت وتوسلت لوقف الإجراء. كدت أن أُصاب بالإغماء أو التقيؤ. كنت مرعوبة من فكرة إزالة الجهاز لاحقًا. بعد تركيب الجهاز، كنت قد تناولت 800 ملغ من الإيبوبروفين، وكان الألم بعد يوم واحد قد خف، لكنه استمر بشكل طفيف. استمر نزول الدم لفترة شهر كامل بعد التركيب، ولكن بعد ذلك توقفت الدورة الشهرية تمامًا. رغم ذلك، عانيت من تشنجات شديدة خلال الشهر السابع، وكان الألم في منطقة عنق الرحم. كما لاحظت زيادة في وزني من 86 إلى 105 كيلوغرامًا، وأصبح لدي مشاكل كبيرة في البشرة حيث أصبحت أعاني من حب الشباب بشكل غير مسبوق”.
تقييم المريضة لهذا العلاج كان منخفضًا جدًا، حيث منحت فعاليته تقييم 1 من 10، مما يشير إلى أنها لم تكن راضية تمامًا عن تجربتها مع هذا الدواء.
الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام ليفونورجيستريل
مثل معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، فإن ليفونورجيستريل قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على النساء بشكل متفاوت. ومن بين الآثار الجانبية الشائعة التي قد تواجهها النساء عند استخدامه:
- تغيرات في الدورة الشهرية: قد تواجه النساء توقفًا في الدورة الشهرية بعد فترة من استخدام الجهاز، أو نزيف غير منتظم أو اكتشاف دم بين الحين والآخر.
- زيادة الوزن: تشير بعض التقارير إلى زيادة الوزن لدى بعض النساء بعد استخدام جهاز سكايلا، كما تشتكي العديد من النساء من صعوبة في الحفاظ على وزنهن المثالي.
- آلام في البطن أو التشنجات: قد يعاني البعض من آلام حادة في أسفل البطن أو تشنجات في منطقة عنق الرحم بعد إدخال الجهاز.
- مشاكل جلدية: مثل ظهور حب الشباب، كما حدث مع المريضة التي تم تقييمها.
- صداع وتغيرات مزاجية: بعض النساء قد يشعرن بتغيرات في مزاجهن أو يعانين من صداع متكرر.
هذه الآثار الجانبية تختلف بشكل كبير من امرأة إلى أخرى، وبعض النساء قد لا يعانين من أي مشاكل على الإطلاق.
تاريخ الموافقة على ليفونورجيستريل
تمت الموافقة على استخدام جهاز سكايلا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 30 يونيو 2017، كوسيلة فعّالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. ومنذ ذلك الحين، أصبح جهاز سكايلا من الخيارات الشعبية في مجال وسائل منع الحمل بين النساء اللواتي يرغبن في طريقة طويلة الأمد ومريحة. حيث يُعتبر الخيار الأمثل للعديد من النساء اللواتي يرغبن في تجنب الحمل دون الحاجة إلى تناول حبوب منع الحمل بشكل يومي.
مرات وصفه من قبل الأطباء
تم وصف جهاز سكايلا للعديد من النساء عبر الأطباء، ووفقا للمراجعات، تكررت وصفاته مرتين لدى العديد من المرضى في فترة زمنية قصيرة، ولكن قد يختلف عدد مرات الوصفات باختلاف الممارسة الطبية واحتياجات المريض. يعكس تكرار وصفه مرة واحدة أو مرتين بشكل عام أنه يُعتبر من الخيارات المقبولة والفعّالة في مجال تنظيم الأسرة.
خلاصة
يعتبر ليفونورجيستريل خيارًا فعّالًا وطويل الأمد لمنع الحمل، لكن كما هي الحال مع جميع الأدوية والوسائل الطبية، فإن الفعالية والآثار الجانبية قد تختلف من شخص لآخر. بناءً على تجارب المرضى المختلفة، قد يكون هذا الجهاز خيارًا رائعًا للبعض، في حين قد يجد آخرون أنه غير مناسب لهم بسبب الآلام أو الآثار الجانبية التي قد يسببها. لذلك، يجب على النساء استشارة أطبائهن قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن استخدامه، وضرورة التفكير بعناية في الفوائد والآثار المحتملة قبل اتخاذ هذا الخيار.