ليفونورجيستريل: وسيلة طوارئ لمنع الحمل وتأثيراتها الجانبية
يُعتبر دواء ليفونورجيستريل، الذي يُستخدم كوسيلة طوارئ لمنع الحمل، من الأدوية الهامة التي يتم اللجوء إليها في حالات الطوارئ لمنع الحمل غير المرغوب فيه بعد ممارسة الجنس غير المحمي. يتم تناول هذا الدواء خلال فترة زمنية قصيرة بعد العلاقة الجنسية، ويتميز بفعاليته العالية في تقليل احتمالات الحمل إذا تم تناوله في الوقت المناسب.
ما هو ليفونورجيستريل؟
ليفونورجيستريل هو نوع من أنواع موانع الحمل الطارئة التي تحتوي على هرمون بروجستيروني صناعي. يعمل هذا الدواء بشكل رئيسي عن طريق تأخير أو منع الإباضة (إطلاق البويضة من المبيض)، أو تغيير بطانة الرحم لتقليل فرصة التصاق البويضة الملقحة في جدار الرحم.
يُؤخذ هذا الدواء عادة في حالة حدوث علاقة جنسية غير محمية أو فشل وسائل منع الحمل الأخرى (مثل تمزق الواقي الذكري) لضمان تجنب الحمل.
آلية العمل
يعمل ليفونورجيستريل على التأثير في عملية الإباضة وحركة الحيوانات المنوية، حيث يثبط عملية التبويض ويزيد من كثافة الإفرازات المخاطية في عنق الرحم، مما يصعب وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة. كما أنه يغير من بيئة الرحم بحيث يصبح أقل استقبالاً للبويضة المخصبة.
الاستخدام الموصى به
للحصول على أفضل نتائج، يجب أن يتم تناول ليفونورجيستريل في أقرب وقت ممكن بعد العلاقة الجنسية غير المحمية. يُنصح بتناوله في غضون 72 ساعة من حدوث الجماع، لكن كلما تم تناوله مبكرًا، زادت فعاليته في منع الحمل. تجدر الإشارة إلى أن فاعليته تنخفض تدريجيًا كلما تأخر موعد تناوله بعد الجماع.
التأثيرات الجانبية
من المهم أن يكون المستخدمون على دراية بالتأثيرات الجانبية المحتملة التي قد تحدث بعد تناول ليفونورجيستريل، وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص لا يعانون من آثار جانبية خطيرة، إلا أن بعض الآثار الجانبية قد تظهر، وتشمل:
- الإرهاق: قد يشعر المستخدم بالتعب الشديد والرغبة في النوم لساعات طويلة.
- الغثيان: من المحتمل أن يشعر بعض الأشخاص بالغثيان بعد تناول الدواء، وقد يتسبب ذلك في شعور بالضيق لمدة أسبوعين بعد تناوله.
- التغيرات في الدورة الشهرية: يُلاحظ تأخر الدورة الشهرية أو تغير في موعدها بعد استخدام الدواء، وقد تعاني بعض النساء من نزيف خفيف أو بقع دموية.
- التقلبات المزاجية: قد يشعر البعض بالاكتئاب أو قلة النشاط لمدة تتراوح من 4 إلى 5 أيام بعد تناول الدواء.
تجربة مريض مع ليفونورجيستريل
تروي إحدى المستخدمات تجربتها مع دواء ليفونورجيستريل قائلة: “تعرضت لجماع غير محمي في حوالي الساعة 11 مساءً، وتناولت حبة ليفونورجيستريل في الساعة 10 صباح اليوم التالي. حيث حصلت على الدواء من مركز الصحة المحلي في المملكة المتحدة بشكل مجاني من خلال NHS. بعد تناول الحبة، شعرت ببعض الأعراض الجانبية مثل الاكتئاب، قلة النشاط، والشعور بالتعب الشديد لعدة أيام، حيث كنت أنام لمدة 13 ساعة ومع ذلك كنت أشعر بالتعب المستمر. كما لاحظت نزيفًا خفيفًا بعد 5 أيام من تناول الحبة. بعد حوالي 2-3 أسابيع، شعرت بالغثيان بين الحين والآخر. وبعد تأخر الدورة الشهرية لمدة 6 أيام، أصبحت في حالة من القلق الشديد، فقمت بإجراء اختبار حمل في المنزل وزرت طبيب العائلة. وقال لي الطبيب أن تأخر الدورة الشهرية أو حتى فقدانها تمامًا هو أمر طبيعي بعد تناول الحبة، وأنه يُنصح بإجراء اختبار حمل إذا كنت قلقًا، حيث أن الاختبارات المنزلية دقيقة بنسبة 99% إذا تم إجراؤها بعد 3 أسابيع من آخر علاقة جنسية غير محمية”.
فعالية الدواء
تتمثل فعالية ليفونورجيستريل في القدرة على تقليل فرص الحمل بنسبة تصل إلى 95% إذا تم تناوله في غضون 24 ساعة من الجماع غير المحمي. وتقل هذه الفاعلية مع مرور الوقت، حيث تنخفض إلى حوالي 58% إذا تم تناول الدواء في اليوم الثالث بعد الجماع. ولذلك، يُعتبر الوقت عاملاً حاسمًا في ضمان فعالية هذا الدواء.
التقييم من قبل المرضى
من خلال مراجعات المرضى، يتضح أن ليفونورجيستريل يحظى بتقييم إيجابي من العديد من الأشخاص الذين استخدموه. يبلغ تقييم فعاليته لدى المرضى الذين جربوه في حالات الطوارئ حوالي 10 من 10، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها هذا الدواء في منع الحمل غير المرغوب فيه عند استخدامه بشكل صحيح وفي الوقت المناسب. ومع ذلك، يلاحظ بعض المستخدمين وجود آثار جانبية تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة، مثل التأخير في الدورة الشهرية والشعور بالغثيان والتعب.
الموافقة والاعتماد
تمت الموافقة على دواء ليفونورجيستريل من قبل وكالة الأدوية الأوروبية في 7 أبريل 2015، حيث تم اعتماده كوسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل في حالات الطوارئ. ويُعد هذا الدواء من الأدوية التي يمكن الحصول عليها بوصفة طبية أو في بعض الدول من خلال المراكز الصحية المحلية أو الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبية، وفقًا للوائح المحلية في كل بلد.
عدد مرات الوصف الطبي
يتم وصف ليفونورجيستريل عادةً كوسيلة طوارئ واحدة بعد حدوث علاقة جنسية غير محمية، وهي ليست وسيلة لمنع الحمل الدائم أو المتكرر. من المهم أن يتم التوضيح للمريض أن استخدام هذا الدواء لا يُعد بديلاً للوسائل الأخرى المنتظمة لمنع الحمل مثل الحبوب اليومية أو وسائل منع الحمل طويلة المدى مثل اللولب.
الخلاصة
يعتبر ليفونورجيستريل من الخيارات الهامة التي تساهم في الحد من الحمل غير المرغوب فيه في حالات الطوارئ، بشرط استخدامه في الوقت المناسب. وعلى الرغم من فعاليته العالية التي تصل إلى 95% إذا تم تناوله في غضون 24 ساعة، إلا أن تأخير تناوله قد يقلل من فعاليته. من المهم أيضًا أن يكون المستخدم على دراية بالآثار الجانبية المحتملة، مثل تغيرات في الدورة الشهرية والشعور بالإرهاق والغثيان، التي قد تحدث بعد تناول الدواء. كما يُنصح دائمًا بمتابعة الأعراض مع الطبيب المختص إذا استمرت الأعراض الجانبية أو إذا كان هناك قلق بشأن تأخر الدورة الشهرية.