“ليفاياثان” هو عمل فني يأخذنا في رحلة ملحمية إلى عالم ما بعد الكارثة، حيث غيّر اصطدام شهاب الأرض منذ أكثر من قرن وجه الكوكب بشكل جذري. القصة تعكس وقائع مدهشة ومثيرة، إذ يتسارع الإرتفاع في منسوب مياه البحار ليغمر القارات بشكل تدريجي. الإنسانية الباقية تعيش الآن على متن سفن تطفو في لانهاية المحيط، وتحت سطح هذه المياه اللامتناهية ينتظر عدد لا يحصى من الوحوش البحرية العملاقة، جائعة للحوم، تتربص بالغواصين الذين يتجرأون على الظهور إلى السطح.
بوتا وليتا، شقيقان صغيران، يعيشان على متن سفينة جامعة مع والدهما. يحكي الأب للأخوة عن الهربونيين الأسطوريين الذين كانوا يحمون الإنسانية من هذه الوحوش المخيفة. وعندما تحل الكارثة، تأخذ كانا، واحدة من هؤلاء الهربونيين الأسطوريين، بوتا وليتا تحت جناحها، ولكن لا شيء يستعد الشقيقين للرعب الذي سيأتي.
تقع أحداث هذا العمل الفني الرائع في عام 2018، ويتميز بمجموعة من الأوسمة التي تعبر عن تنوعه وغناه، حيث يجمع بين الحركة والمغامرة والدراما والرعب. يستخدم أسلوب الرسم الفني للمانهوا لإعطاء حياة لا مثيل لها لعالم ما بعد الكارثة، مع لمسات فنية تبرز العواطف والتوترات المتنوعة لشخصياته. من خلال تقنيات الرسم المذهلة، يتم تجسيد جمال ورعب هذا العالم المائي المظلم والمميز.
تتناول القصة قضايا معقدة مثل البقاء والتحديات التي تواجه البشرية في مواجهة الكوارث الطبيعية الهائلة. تعمق السرد في علاقات الشخصيات وكيف يتأقلمون مع الظروف الصعبة، وتظهر القصة البطولية والتضحية كأساس للبقاء في هذا العالم الذي تسيطر عليه الوحوش العملاقة.
“ليفاياثان” يتميز بالعديد من العناصر المثيرة، مثل العنف الصريح والمشاهد الملونة بشكل كامل، مما يضيف لمسة فنية إضافية تبرز جمال ورعب هذا العمل الاستثنائي. في النهاية، يقدم هذا المانهوا تجربة غنية وممتعة تأسر القارئ وتنقله إلى عالم فريد من نوعه، حيث تتداخل الخيال والواقع في سرد ملحمي يستحق الاكتشاف والاستمتاع به.